شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١١٥٦
(وأول الأفراد الثلاثة، وما زاد على هذه الأولية) أي، على هذه الفردية الأولية التي هي الثلاثة (من الأفراد فإنه عنها.) وهذه الثلاثة المشار إليها في الوجود هي الذات الأحدية، والمرتبة الإلهية، والحقيقة الروحانية المحمدية المسماة ب‍ (العقل الأول). وما زاد عليها هو صادر منها. كما هو مقرر أيضا عند أصحاب النظر أن أول ما وجد هو العقل الأول.
(فكان، عليه السلام، أدل دليل على ربه، فإنه أوتى جوامع الكلم التي هي مسميات أسماء (آدم)) أي، وإذا كان الروح المحمدي، صلى الله عليه وسلم، أكمل هذا النوع، كان أدل دليل على ربه، لأن الرب لا يظهر إلا بمربوبه و مظهره، وكمالات الذات بأجمعها إنما يظهر بوجوده، لأنه أوتى جوامع الكلم التي هي أمهات الحقائق الإلهية والكونية الجامعة لجزئياتها. وهي المراد بمسميات أسماء آدم، فهو أدل دليل على الاسم الأعظم الإلهي (فأشبه الدليل في تثليثه.) أي، صار مشابها للدليل في كونه مشتملا على التثليث. وهو الأصغر، والأكبر، والحد الأوسط. والدليل دليل لنفسه (5) (اللام) للعهد. أي، هذا الدليل الذي

(٥) - قال أستاذ مشايخنا في المعارف الحقة، أفضل العرفاء، وحيد قرنه، ميرزا محمد رضا قمشه‌اى إصفهاني: (قوله: (فأشبه الدليل في تثليثه). لما كان رسول الله، عليه وعلى عترته السلام، مظهرا للذات الأحدية الإلهية ومجمعا للأحدية والواحدية الإجمالية التي هي التعين الأول الذي هو تجلى الذات للذات بذاته، أو الذات باعتبار وجدانه للكمالات بشرط التوحد وعدم الميز والحقيقة الروحانية العقلية الكلية، وبعبارة أخرى صورة اجتماع الأحدية والواحدية، فهو، صلى الله عليه وآله، مثلث الكيان، فأشبه الدليل في التثليث. والدليل هو الحد الوسط، وهو مثلث لانطواء الأكبر والأصغر فيه، لأن الأكبر لازمه والأصغر ذاته المأخوذة فيه ونفسه. (والدليل دليل لنفسه) أي، كل دليل كذلك بلا تخصيص في الحكم. ولما كانت حقيقته تعطى الفردية وكيانه الوترية، ورد (إن الله وتر يحب الوتر). فهو، صلى الله عليه وآله وسلم، الوتر المحبوب. ولما كان الوترية موجبة لحب الوتر، فهو، صلى الله عليه وأولاده، يحب الوتر. فالله حبيبه وهو حبيب الله، عز شأنه)...
(١١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1150 1151 1153 1154 1155 1156 1157 1158 1159 1160 1161 ... » »»