شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١١٥١
بأحوال البرزخ والقبر عن يقين ورؤية. فانتظروا أربعين يوما، فجاء القطيع و يقدمها حمار أبتر، فوقف حذاء قبره. فهم مؤمنوا قومه أن ينبشوا عليه، فأبى أولاده خوفا من العار لئلا يقال لهم أولاد المنبوش قبره قد فحملتهم الحمية الجاهلية على ذلك، فضيعوا وصيته وأضاعوه. فلما بعث رسول الله، صلى الله عليه و سلم، جاءته بنت خالد فقال، عليه السلام: (مرحبا بابنة نبي أضاعه قومه).
(فهل بلغه الله أجر أمنيته؟ فلا شك ولا خلاف في أن له أجرا الأمنية، وإنما الشك والخلاف في أجر المطلوب هل يساوى تمنى وقوعه مع عدم وقوعه بالوجود، أم لا.) أي، هل يساوى مجرد تمنى وقوعه حصول الشئ، مع أنه لم يكن حاصلا بما هو حاصل في الوجود، أم لا.
فقوله: (بالوجود) متعلق ب‍ (يساوى) لا ب‍ (الوقوع). يقال: هذا الشئ يساوى درهما ويساوى بدرهم.
(فإن في الشرع ما يؤيد التساوي في مواضع كثيرة، كالآتي للصلاة في الجماعة فيفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة، وكالمتمني مع فقره ما هو عليه أصحاب الثروة والمال من فعل الخير فيه. فله مثل أجورهم، ولكن مثل أجورهم في نياتهم، أو في عملهم فإنهم (2) جمعوا بين العمل والنية، ولم ينص النبي عليهما ولا على واحد منهما.
والظاهر أنه لا تساوى بينهما. ولذلك الأجر طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتى يصح له مقام الجمع بين الأمرين، فيحصل الأجرين. والله أعلم بالصواب.) وفي بعض النسخ: (فيحصل على الأجرين). الأمران هما النبوة، و الرسالة. والأجران ما يترتب عليهما من الكمالات الأخراوية.
ويجوز أن يراد ب‍ (الأمرين) العمل والنية. وب‍ (الأجرين) ما يترتب عليهما من الثواب.

(2) - أي، أصحاب الثروة. (ج)
(١١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1145 1146 1147 1149 1150 1151 1153 1154 1155 1156 1157 ... » »»