بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٨٩
والمقولات التسع العرضية هي: الكم، والكيف، والأين، ومتى، والوضع، والجدة، والإضافة، وأن يفعل، وأن ينفعل. هذا ما عليه المشاؤون من عدد المقولات (1)، ومستندهم فيه الاستقراء (2).
وذهب بعضهم (3) إلى أنها أربع، بجعل المقولات النسبية - وهي المقولات السبع الأخيرة - واحدة.
وذهب شيخ الإشراق إلى أنها خمس، وزاد على هذه الأربعة الحركة (4).
والأبحاث في هذه المقولات وانقساماتها إلى الأنواع المندرجة تحتها طويلة الذيل جدا، ونحن نلخص القول على ما هو المشهور من مذهب المشائين، مع إشارات إلى غيره.

(١) ومنهم المعلم الأول في كتابه الموسوم ب‍ " قاطيغورياس " أي المقولات، فراجع الجزء الأول من منطق أرسطو: ٣٥، وكذا في كتابه الموسوم ب‍ " طوبيقا " أي الجدل، فراجع الجزء الثاني من منطق أرسطو: ٥٠٢.
وذهب إليه أيضا الشيخ الرئيس في قاطيغورياس من منطق الشفاء. وتبعهم صدر المتألهين في الأسفار ٤: ٣، والشواهد الربوبية: ٢١، والفخر الرازي في المباحث المشرقية ١: ١٦٤، وشرح عيون الحكمة ١: ٩٧ - ٩٨، والحكيم السبزواري في شرح المنظومة: ١٣٦ - ١٣٧.
(٢) أي: لم يقم برهان على عدم وجود مقولة أخرى هي أعم من الجميع أو أعم من البعض.
قال المحقق اللاهيجي في مقدمة الفصل الخامس من المقصد الثاني من شوارق الإلهام:
" وبالجملة فالذي استقر عليه رأي المتأخرين أن هذا الحصر استقرائي. ولا يخفى أن هذا الاستقراء أيضا ضعيف جدا ".
(٣) قيل: " هو عمر بن سهلان الساوجي (الساوي) صاحب البصائر النصيرية "، فراجع شرح الهداية الأثيرية لصدر المتألهين: ٢٦٤، وشرح المنظومة: ١٣٧.
وقال العلامة الأيجي: " وقد احتج ابن سينا على الحصر بما خلاصته أنه ينقسم إلى كم وكيف ونسبة كما مر، وغيرها الجوهر " إنتهى كلامه على ما في شرح المواقف: ١٩٥.
(4) فالمقولات عنده هي: الجوهر والكم والكيف والنسبة والحركة. - منه (رحمه الله) -.
هذا ما ذهب إليه شيخ الإشراق في التلويحات: 11. وقال في المطارحات: 284:
" ويكفي تقسيم الماهيات إلى جوهر وهيئة ".
كما قال السيد الداماد في القبسات: 40: " فإذن المقولات الجائزات جنسان أقصيان... ".
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»