بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٨٨
الفصل الأول [تعريف الجوهر والعرض - عدد المقولات] تنقسم الماهية - إنقساما أوليا - إلى جوهر وعرض، فإنها إما أن تكون بحيث " إذا وجدت في الخارج وجدت لا في موضوع مستغن عنها في وجوده "، سواء وجدت لا في موضوع أصلا كالجواهر العقلية القائمة بنفسها، أو وجدت في موضوع لا يستغني عنها في وجوده كالصور العنصرية المنطبعة في المادة المتقومة بها، وإما أن تكون بحيث " إذا وجدت في الخارج وجدت في موضوع مستغن عنها " كماهية القرب والبعد بين الأجسام وكالقيام والقعود والاستقبال والاستدبار من الانسان.
ووجود القسمين في الجملة ضروري، فمن أنكر وجود الجوهر لزمه جوهرية الأعراض، فقال بوجوده من حيث لا يشعر.
والأعراض تسعة، هي المقولات والأجناس العالية، ومفهوم العرض عرض عام لها (1)، لا جنس فوقها، كما أن المفهوم من الماهية (2) عرض عام لجميع المقولات العشر، وليس بجنس لها.

(1) وإلا انحصرت المقولات في مقولتين، والعرض قيام وجود شئ بشئ آخر يستغني عنه في وجوده، فهو نحو الوجود. - منه (رحمه الله) -.
(2) وهو ما يقال في جواب ما هو - منه (رحمه الله) -.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 88 89 90 91 92 93 ... » »»