بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٧٤
الفصل الأول [الماهية من حيث هي ليست إلا هي] الماهية - وهي ما يقال في جواب ما هو (1) - لما كانت تقبل الاتصاف بأنها موجودة أو معدومة، أو واحدة أو كثيرة، أو كلية أو فرد، وكذا سائر الصفات المتقابلة (2)، كانت في حد ذاتها مسلوبة عنها الصفات المتقابلة.
فالماهية من حيث هي ليست إلا هي، لا موجودة ولا لا موجودة ولا شيئا آخر، وهذا معنى قولهم: " إن النقيضين يرتفعان عن مرتبة الماهية " (3) يريدون به

(1) الماهية: مشتقة عن (ما هو)، والياء فيها للنسبة، فالماهية أي: ما نسبت إلى ما هو، لأنها تقع في جواب (ما هو؟).
والماهية قد تطلق ويراد بها معناها الأعم، وهو: ما به الشئ هو هو. فتشمل الواجب. وقد تطلق ويراد بها معناها الأخص، وهو: ما يقال في جواب ما هو. والماهية بهذا المعنى لا تشمل الواجب. وهذا هو المراد من الماهية هنا كما صرح به المصنف (رحمه الله).
(2) كالذاتي والعرضي.
(3) راجع القبسات: 21 - 22، والأسفار 2: 4 - 5. وقال الحكيم السبزواري في شرح المنظومة:
" وارتفاع النقيضين عن المرتبة جائز، لأن معناه أن كل واحد منهما ليس عينا للماهية ولا جزءا منها، وإن لم يخل عن أحدهما في الواقع "، راجع شرح المنظومة: 93.
وهذا جواب عن شبهة مقدرة. وهي: أن الماهية لا يمكن أن تخلو عن الوجود والعدم، لأنه ارتفاع النقيضين وهو محال.
وأجابوا عنه بأن ارتفاع النقيضين عن مرتبة الماهية غير محال، وإنما المحال ارتفاعهما عن جميع مراتبها.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 72 74 75 76 77 78 79 ... » »»