بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٧٥
أن شيئا من النقيضين غير مأخوذ في الماهية وإن كانت في الواقع غير خالية عن أحدهما بالضرورة.
فماهية الانسان - وهي الحيوان الناطق - مثلا وإن كانت إما موجودة وإما معدومة، لا يجتمعان ولا يرتفعان، لكن شيئا من الوجود والعدم غير مأخوذ فيها، فللإنسان معنى ولكل من الوجود والعدم معنى آخر، وكذا الصفات العارضة، حتى عوارض الماهية، فلماهية الانسان مثلا معنى وللإمكان العارض لها معنى آخر، وللأربعة مثلا معنى وللزوجية العارضة لها معنى آخر.
ومحصل القول: " أن الماهية يحمل عليها بالحمل الأولي نفسها، ويسلب عنها بحسب هذا الحمل ما وراء ذلك ".
الفصل الثاني في اعتبارات الماهية وما يلحق بها من المسائل للماهية بالإضافة إلى ما عداها - مما يتصور لحوقه بها - ثلاث اعتبارات: إما أن تعتبر بشرط شئ، أو بشرط لا، أو لا بشرط شئ، والقسمة حاصرة (1).
أما الأول: فأن تؤخذ بما هي مقارنة لما يلحق بها من الخصوصيات، فتصدق على المجموع، كالإنسان المأخوذ مع خصوصيات زيد، فيصدق عليه.
وأما الثاني: فأن يشترط معها أن لا يكون معها غيرها (2)، وهذا يتصور على

(1) وذلك لأن للماهية بالقياس إلى ما يعرض لها ثلاث اعتبارات:
الأول: أن يعتبر الماهية بشرط أن لا يكون معها شئ من تلك العوارض. وهي الماهية بشرط لا.
الثاني: أن يعتبر الماهية بشرط أن يكون معها شئ منها. وهي الماهية بشرط شئ.
الثالث: أن يعتبر لا بشرط أن يكون معها شئ منها ولا بشرط أن لا يكون معها شئ منها. وهي الماهية لا بشرط.
(2) أي غير نفس الماهية.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 72 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»