بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٧٨
ومنها: أنها غنية عن السبب، بمعنى أنها لا تحتاج إلى سبب وراء سبب ذي الذاتي، فعلة وجود الماهية بعينها علة أجزائها الذاتية.
ومنها: أن الأجزاء الذاتية متقدمة على ذي الذاتي.
والإشكال في تقدم الأجزاء على الكل، ب‍ " أن الأجزاء هي الكل بعينه فكيف تتقدم على نفسها؟ " (1)، مندفع بأن الاعتبار مختلف، فالأجزاء بالأسر متقدمة على الأجزاء بوصف الاجتماع والكلية (2)، على أنها إنما سميت: " أجزاء " لكون الواحد منها جزءا من الحد، وإلا فالواحد منها عين الكل - أعني ذي الذاتي (3) -.
الفصل الرابع في الجنس والفصل والنوع وبعض ما يلحق بذلك الماهية التامة التي لها آثار خاصة حقيقية - من حيث تمامها - تسمى: " نوعا " كالإنسان والفرس.
ثم إنا نجد بعض المعاني الذاتية التي في الأنواع يشترك فيه أكثر من نوع واحد كالحيوان المشترك بين الانسان والفرس وغيرهما، كما أن فيها ما يختص بنوع كالناطق المختص بالإنسان، ويسمى المشترك فيه: " جنسا "، والمختص:
" فصلا ".
وينقسم الجنس والفصل إلى قريب وبعيد، وأيضا ينقسم الجنس والنوع إلى عال ومتوسط وسافل، وقد فصل ذلك في المنطق (4).
ثم إنا إذا أخذنا ماهية الحيوان - مثلا - وهي مشترك فيها أكثر من نوع،

(1) فإنه تقدم الشئ على نفسه وهو محال.
(2) هكذا أجاب عنه الحكيم السبزواري في شرح المنظومة: 104.
(3) وللحكماء عبارات مختلفة في التفصي عن هذا الإشكال. وتعرض لها المحقق اللاهيجي في الشوارق، فراجع المسألة الخامسة من الفصل الثاني من شوارق الإلهام.
(4) راجع شرح المنظومة (قسم المنطق): 23 - 26، وشرح المطالع: 82، وشرح الشمسية:
36 - 61، والجوهر النضيد: 12 - 17، وشرح الإشارات 1: 82، والبصائر النصيرية: 13 - 14.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»