قسمين (1):
(أحدهما): أن يقصر النظر في ذاتها، وأنها ليست إلا هي، وهو المراد من كون الماهية بشرط لا في مباحث الماهية، كما تقدم (2). و (ثانيهما): أن تؤخذ الماهية وحدها، بحيث لو قارنها أي مفهوم مفروض كان زائدا عليها، غير داخل فيها، فتكون إذا قارنها جزء من المجموع " مادة " له، غير محمولة عليه.
وأما الثالث: فأن لا يشترط معها شئ، بل تؤخذ مطلقة، مع تجويز أن يقارنها شئ أو لا يقارنها.
فالقسم الأول هو الماهية بشرط شئ، وتسمى: " المخلوطة "، والقسم الثاني هو الماهية بشرط لا، وتسمى: " المجردة "، والقسم الثالث هو الماهية لا بشرط، وتسمى: " المطلقة ".
والماهية التي هي المقسم للأقسام الثلاثة هي الكلي الطبيعي، وهي التي تعرضها الكلية في الذهن فتقبل الانطباق على كثيرين، وهي موجودة في الخارج لوجود قسمين من أقسامها - أعني المخلوطة والمطلقة - فيه (3)، والمقسم محفوظ في أقسامه موجود بوجودها (4).