بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٦٨
الوجود الدائم، فله على فرض دوام الوجود حاجة دائمة في ذاته، وإن كان مع شرط الوجود له بنحو الضرورة بشرط المحمول مستغنيا عن العلة، بمعنى ارتفاع حاجته بها.
وأيضا سيجئ (1) أن وجود المعلول - سواء كان حادثا أو قديما - وجود رابط متعلق الذات بعلته غير مستقل دونها، فالحاجة إلى العلة ذاتية ملازمة له.
الفصل التاسع الممكن محتاج إلى علته بقاء كما أنه محتاج إليها حدوثا (2) وذلك لأن علة حاجته إلى العلة إمكانه اللازم لماهيته، وهي محفوظة معه في حال البقاء، كما أنها محفوظة معه في حال الحدوث، فهو محتاج إلى العلة حدوثا وبقاء، مستفيض في الحالين جميعا (3).
برهان آخر: إن وجود المعلول - كما تكررت الإشارة إليه (4) وسيجئ (5) بيانه - وجود رابط متعلق الذات بالعلة متقوم بها غير مستقل دونها، فحاله في

(1) في الفصل الثالث من المرحلة السابعة.
(2) خلافا لجمهور المتكلمين حيث ذهبوا إلى أن الفعل يستغني عن الفاعل في بقائه. هذا منسوب إليهم في شرحي الإشارات 1: 315، وشرح الإشارات للمحقق الطوسي 3: 68 - 69.
(3) لا ريب في أن كل ممكن فقير ومحتاج إلى الغني، كما قال الله تعالى: " أنتم الفقراء إلى الله "، وعلة فقره واحتياجه هو إمكانه الذي محفوظ معه حال البقاء والحدوث، فهو محتاج إلى الغني حدوثا وبقاء بمعنى انه يحتاج إلى الفيض الأقدس الإلهي حال البقاء والحدوث.
ونعم ما قيل:
باندك التفاتى زنده دارد آفرينش را * اگر نازى كند از هم فرو ريزد قالبها وأيضا:
اي وجود تو سرمايهء همه كس * اي ظل وجود تو وجود همه كس گر فيض تو يك لحظه بعالم نرسد * معلوم شود بود ونبود همه كس (4) في الفصل الثاني من المرحلة الثالثة، والفصل السابق من هذه المرحلة.
(5) في الفصل الثالث من المرحلة السابعة.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 72 74 75 ... » »»