نبات وحيوان وإنسان ذو نفس نباتية وحيوانية وناطقة، ويظهر معه آثار هذه الأجناس والفصول وخواصها. والإنسان الموجود في الذهن المعلوم لنا انسان ذاتا واجد لحده، غير أنه لا يترتب عليه شئ من تلك الآثار الخارجية.
وذهب بعضهم إلى أن المعلوم لنا المسمى بالموجود الذهني شبح الماهية لا نفسها (1)، والمراد به عرض وكيف قائم بالنفس، يباين المعلوم الخارجي في ذاته، ويشابهه ويحكيه في بعض خصوصياته، كصورة الفرس المنقوشة على الجدار الحاكية للفرس الخارجي. وهذا في الحقيقة سفسطة (2) ينسد معها باب العلم بالخارج من أصله.
وذهب بعضهم إلى إنكار الوجود الذهني مطلقا، وأن علم النفس بشئ إضافة خاصة منها إليه (3).
ويرده: العلم بالمعدوم، إذ لا معنى محصلا للإضافة إلى المعدوم.
واحتج المشهور على ما ذهبوا إليه من الوجود الذهني بوجوه:
الأول: أنا نحكم على المعدومات بأحكام إيجابية، كقولنا: " بحر من زيبق كذا " وقولنا: " اجتماع النقيضين غير اجتماع الضدين " (4)، إلى غير ذلك،