بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٣٥
الفصل الأول [في الوجود الخارجي والوجود الذهني (1)] المشهور بين الحكماء أن للماهيات وراء الوجود الخارجي - وهو الوجود الذي تترتب عليها فيه (2) الآثار (3) المطلوبة منها - وجودا آخر لا تترتب عليها فيه الآثار، ويسمى: " وجودا ذهنيا " (4). فالإنسان الموجود في الخارج قائم لا في موضوع، بما أنه جوهر، ويصح أن يفرض فيه أبعاد ثلاثة بما أنه جسم، وبما أنه

(١) وإن أردت تفصيل البحث عن الوجود الذهني فراجع الأسفار ١: ٢٦٣ - ٣٢٦، وشرح المنظومة: ٢٧ - ٢٩، والمباحث المشرقية ١: ٤١ - ٤٣، وكشف المراد: ٢٨، وشرح المقاصد ١: ٧٧ - ٧٩، وشرح المواقف: ١٠٠ - ١٠٢، وغيرها من الكتب الفلسفية والكلامية. والبحث عن الوجود الذهني وإن كان شائعا بين المتأخرين بحيث اختصوا بابا أو فصلا من كتبهم بالبحث عنه، لكن في كلام القدماء أيضا إشارة إليه، فراجع الفصل الخامس من المقالة الأولى من إلهيات الشفاء، والتحصيل: ٢٨٩ و ٤٨٩، والمطارحات: ٢٠٣.
(٢) أي في الوجود الخارجي.
(٣) المراد بالأثر في هذا المقام هو كمال الشئ، سواء كان كمالا أولا تتم به حقيقة الشئ كالحيوانية والنطق في الانسان، أو كمالا ثانيا مترتبا على الشئ بعد تمام ذاته، كالتعجب والضحك للانسان. - منه (رحمه الله) -.
(4) ويسمى أيضا: " الوجود في الذهن " قبال " الوجود في الخارج "، و " الوجود الظلي " قبال " الوجود العيني "، و " الوجود غير الأصيل " قبال " الوجود الأصيل ".
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 33 35 36 37 38 39 40 ... » »»