هو ظهور الكمال المتوقف (1) الحصول على ذلك الاجتماع، ولا يكون ذلك (2) ولا يتم الا بحركة حبية معنوية أو لا متعينة - مما خفى من المطلوب في الطالب، ومن الطالب في المطلوب لالحاق فرع (3) بأصل وتكميل (4) كل بجزء.
والطالبون على قسمين: عالم وجاهل: فالطالب الجاهل شفيعه المناسبة والارتباط بالرقيقة الذاتية المشار إليها، والطالب العالم بما ذكرنا له الاعتضاد بالمناسبة والعلم المقرب للمسافة، القاطع للقوادح والعلائق العائقة عن تكميل صورة المناسبة وتقوية حكم ما به الاشتراك على ما به الامتياز، ثم الإعانة والامداد بما يتأيد به القدر المشترك من حيث كل فرد من افراد الحقائق التي اشتملت عليها ذات الطالب والمطلوب أو كانت لوازم لهما.
ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وآله للصحابي - وقد سأله ان يكون رفيقه في الجنة -: أعني على نفسك بكثرة السجود.
وهذا ذوق عزيز، من اطلع على سره عرف سر الأعمال على الاطلاق، وان سبب تنوعها اختلاف حقائق من تظهر بهم أعيان الأعمال (5) وروعي فيها بأجمعها سر المناسبة لتصح الثمرة ويكمل المقصود ويعلم أيضا سر تنوعات المطالب والمناسبات التي بينها وبين الأعمال المتخذة وسائل لتحصيل تلك المطالب، ويعلم أيضا تعين الثمرات في كل مرتبة من مراتب الأعمال (6) والعمال على اختلاف صورها من حسن وقبح وكمال ونقص، ويعلم سر المحبة أيضا ورقائقها ونسبها واحكامها ونحو ذلك مما شاء الحق ايضاحه، وان ربك هو الفتاح العليم.