الحاصل بالاقتران وقبول حكم الاشتراك ونحو ذلك من النعوت التي تلحقه بواسطة التعلق بالمظاهر.
وينبوع مظاهر الوجود باعتبار اقترانه وحضرة تجليه ومنزل تعينه وتدليه، العماء الذي ذكره النبي صلى الله عليه وآله مقام التنزل الرباني ومنبعث الجود الذاتي الرحماني من غيب الهوية وحجاب عزة الآنية، وفي هذا العماء يتعين مرتبة النكاح الأول الغيبي الأزلي الفاتح لحضرات الأسماء الإلهية بالتوجهات الذاتية الأزلية، وسنفك لك ختم مفتاح مفاتيحه عن قريب إن شاء الله تعالى.
فللوجود المطلق - ان فهمت - اعتباران: أحدهما من كونه وجودا فحسب، وهو الحق من هذا الوجه - كما سبقت الإشارة إليه - لا كثرة فيه ولا تركيب ولا صفة ولا نعت ولا اسم ولا رسم ولا نسبة ولا حكم، بل وجود بحت (1) - وقولنا: هو وجود للتفهيم، لا ان ذلك اسم حقيقي له، بل اسمه عين صفته وصفته عين ذاته (2) - إذا اعتبرت فيه - فكماله نفس وجوده الذاتي الثابت له من نفسه لا من سواه، وحياته وقدرته عين علمه، وعلمه بالأشياء أزلا عين علمه بنفسه، بمعنى انه علم نفسه بنفسه وعلم الأشياء بنفس علمه بنفسه، تتحد فيه المختلفات وتنبعث منه المتكثرات، لكن دون ان تحويه أو يحويها أو ان تبديه عن بطون متقدم، أو هو من نفسه يفرزها فيبديها، وله وحدة هي نفس كل كثرة وبساطة هي عين كل تركيب اخر أو أول مرة، وكل ما يتناقض في حق غيره فهو له على أكمل الوجوه ثابت.