فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٥٣٨
يقبل ذلك منه، فلما رآه لا يقبل ذلك ويضطرب خرج عنه وطلب حية وحملها في كيس ورجع وقال قد جئتك بدواء القئ وسقاه شيئا وأمره ان يتقيأ بعد أن يعصب عينيه لئلا يرى الحية إذا خرجت، أرسل الحية في الطشت وقال نجوت الآن فقد خرجت الحية من جوفك فلما نظر الرجل إلى الحية أفاق مكانه، وبلغني ان رجلا سمع هاتفا يهتف به من حزبة فخولط من الفزع وعولج فلم ينتفع به فاتاه جالينوس وسأله عما اصابه فأخبره ان هاتفا هتف به قال جالينوس انا كنت ذلك الرجل قال الرجل انك وعدتني قال نعم ولقد وجدت عليك حين لم تجبني فاعتذر اليه الرجل وصح، و بلغنا ان بعض أبناء ملوك الروم عشق امرأة من نساء أبيه فجعل يذوب بدنه من حبها سقط، ولم يكن لأبيه غيره فجمع الأطباء لعلاجه وعالجوه فلم يقعوا عليه إلى أن اتاه شيخ من العلماء فجس عرقه فبينما العرق في يده إذ مرت به امرأة فاضطربت العروق وتتابعت، فلما رأى الطبيب ذلك أمسك ساعة ثم جس العرق ثانية وأمر ان يسمى كل أنثى في دارهم، فلما سموا تلك المرأة التي كان يعشقها اضطرب العرق أيضا وتتابع فلم يشك ان علته العشق لها، فاتى الملك فأخبره أن لا علاج له الا في شئ لا يقدر عليه، فقال إن كان ذلك مما يوجد بشطر ما أملكه فهو موجود، فقال لو أتى ذلك على بعض أهلك قال نعم فاخذ الأمان لابنه ولنفسه ثم اعلمه ان شفاءه في تزويجه تلك المرأة فسر الملك بذلك وجمع بينهما وبرئ ابنه، وبلغنا ان رجلا كان يبول في فراشه وعولج بأشياء كثيرة فلم ينفعه وشكى إلى بعض العلماء فأخبره بما اخذ له من الأدوية فسأله العالم عما يرى في المنام فذكر أنه يرى كأنه قد اخذه البول فينتهى إلى منزلة يعرفها فيترك فراشه ويبول، قال له يمكنك ان تشتري تلك المنزلة قال نعم قال فاشترها وابنها مسجدا ففعل الرجل ذلك فرأى في الليلة (التي)
(٥٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 ... » »»