خبأها بين الشجر وتنحى قال فغدوت فاخذت الدجاجة فأسف الثعلب وجال حولي ساعة ثم مضى فلم يلبث ان جاء ومعه شئ شبيه الدجاج فجعل يرينيه مرة وينصرف عنى مرة حتى خبأها بين الشجر و تنحى قال فغدوت ونظرت إلى الشئ فإذا هو قحف رأس وغدا الثعلب حتى إذا قربت منه رجع إلى مزودي واخذ الدجاجة، وفي طبائع الأحجار والمياه أيضا عجائب لا تحصى فقد رأيت بطبرستان ماء يسهل البطن وماء يجري من قلة جبل شاهق ثم يعود مكانه، ويقال ان النسر إذا عسر عليه البيض جاء بحجر مثل الجوزة وإذا حركته سمعت في جوفه حشحشة ويصيره تحته فيسهل عليه البيض، ورأيت حجرا يعلق على المرأة لتسهيل الولادة عجيبا ورأيت حجرا يشتعل فيه النار وحجرا للجدري كأنه ودعة منقطعة بحمرة وحجر اليرقان يشبه لونه لون اليرقان وحجرا يعلق بالمرأة الحبلى فيحفظ الجنين وحجرا أيضا يسقط الجنين وأصبت انا هذين الحجرين بالري في منزل ولد صدقة الصيرفي النصراني وبلغني ان في الديلم أيضا هذا الحجر الذي يحفظ الجنين وحجرا هنديا يشد على بطن من به الاستسقاء فينشف الماء عنه، وقال دياسقوريدوس العالم ان اخذت فراخ الخطاطيف من عشها ثم شققتها وجدت فيها حجرين أحدهما على لون والاخر له ألوان فان صررتهما جميعا وعلقتهما نفعا من الصرع، والعنكبوت نسج في زوايا البيت نسجا مثل الشبكة ويكمن هو في جانب منه ويصيد به الذباب والبق، و رأيت بطبرستان على جبل عال بير ماء مستديرا طافحة يفيض منها الماء، وخبرني اهل القرى التي حولها انه لا يبلغ قعرها وانهم يستدلون بها على ما يكون من زيادة الماء ونقصانه فإذا رأوها طافحة دلت على الخصب وإذا رأوها صافية دلت على صحو وان كانت كدرة دلت على قلة المطر وان غاضت كثيرا دلت على قحط،
(٥٣٥)