وان من عجيب ما في طبائع الحيوانات وجبلتها أشياء وجدت بعضها في الكتب وبعضها في السماع وبعضها بالعيان، فمنها ان الأسد تولع به دويبة يقال لها القرائق وتتبعه وتصيح به وتنذر الناس منه، وقل ذئب بطبرستان الا ومعه دويبة تصيح به وقل عقرب الا ومعها خنفساة ورب حية تحملها الحيات على ظهورها وفي طبيعة الفيلة انها تهرب من صياح الخنازير والأسد يربض حتى يجئ الببر فيبول في اذنه وفي طبيعة الأسد ان يهرب من الجمل ومن وقع الطبل ومن الديك الأبيض وفي طبيعة الجواميس انها تغوص في البحر وفي الغدران فلا يعرف مواضعها الا بغليان الماء من أنفاسها وتجذب الإبل الحيات من الحجر بأنفاسها وتأكلها وبطبرستان طائر في لون الفاختة و قدره خبرني خلق كثير وسمعت من أهلها انه يأتيه في كل يوم جنس من العصافير صغير فيزقه إلى الليل فإذا كان الليل اخذه فأكله ويأتيه من الغد آخر يخدمه فتلك حاله من حين يظهر و يأخذ في الصياح إلى أن يغيب وذلك أربعة أشهر من الربيع، وان حرش الذئب دابة زاد ذلك في سيره ونشاطه، وان حرش شاة طاب لحمها ولم يقع فيها القردان، وان عقر النمر أو حرش أحدا اجتمع عليه الفارة فان وصلت اليه وبالت عليه مات الرجل فالناس يحرسونه الليل والنهار فإنه ربما جاءت من السقف فرمت بنفسها على الرجل، والكلب الكلب إذا عقر لم يقدر الرجل آن ينظر إلى الماء ويموت عطشا ويبول أشياء صغارا، والسنور ينظر إلى الفارة و يستلقى على ظهره ويحرك ذنبه ويديه حتى تسقط الفارة فيأخذها والضبع ينظر إلى الكلب وهو على السطح فلا يزال يدور معه حتى يقع ظل الكلب على الأرض فيطأه الضبع ويخر الكلب من السطح، وان وطئت رمكة اثر الذئب غمرت من ذلك الشق، وان وطي الذئب على الاسقيل غشى عليه، وتذبح الضب وتخرج ما في جوفه
(٥٣٣)