وتحز رأسه فيتحرك بعد ساعة، والجرادة تقطف رأسها فتبقى يوما وتطير بغير رأس، قد جربت ذلك ورأيت منه امرا عجيبا، و الذبابة فإنها تغمس في الشراب حتى تقع شبه ميتة لا يتحرك رأسها فان حملت في الكف وجعلت عليها ترابا وحركت تحريكا كثيرا عاشت وطارت، والضفدعة تغرقها في الخمر حتى تقع كأنها ميتة ثم تعيدها في الماء الذي أخرجتها عنه فتعيش، وخبرني رجل من اهل الأدب انه اخذ فراخ الخطاطيف فسمل أعينها بالإبرة وردها في عشها ثم نظر إليها بعد أيام وقد عاد بصرها، وبلغني انها تحمل حشيشة من الفردوس فتكتحل بها والله اعلم، وان شد الإبل بشجرة التين سكر ولم يضطرب، وان نظر الذئب إلى رجل قبل أن يراه الرجل لم يقدر على أن يصيح وان نظر اليه الرجل أولا استرخى الذئب، وان دفن ذنبها في قرية لم يدخلها ذئب فيها ذكروا، وان دققت من البر ماملون (1) وماهيز هرج وطرحته في الماء قتل السمك، ورأيت اهل طبرستان يدقون ورق شجر عندهم يشبه بالروجور كريه الرائحة فيطرحونه في الماء فيموت السمك ويطفو، وفي كتاب طبائع الحيوان ان في البحر طائرا صغيرا وانه يحضن بيضة ويرمي فرخه في أربعة عشر يوما وان البحر في تلك الأيام ساكن لا يعتلم ولا يعتلج ويأمن فيه ركاب السفن ويسمون تلك الأيام باسم هذا الطائر، ويقال له تاون، وان في البحر سمكة صغيرة تستدل بها الملاحون على هبوب الرياح، وذلك انها إذا لزمت الأرض وأعصمت بالصخور توقعوا الرياح العاصفة وإذا وجدوها منتشرة في البحر كسائر السمك آمنوا الرياح، وفي طبيعة النحل انه يجمع ما طاب ولطف من أنوار الرياض ويتخذ منها الشهد والعسل، وخبرني اكار بطبرستان انه نظر إلى ثعلب معها دجاجة فجاء بها و
(٥٣٤)