وان كان النقرس في اليسرى علقت على رجله اليسرى وكذلك اليدين وان رفعت بحذاء السماء مرآة حديد ذات وجهين انصرف عنها البرد بأذن الله وان اتخذت من جلد الدلوك غربالا وغربلت به البزور ثم زرعتها لم يقربها الجراد بأذن الله، فهذه أشياء لا يعرف عللها الا الله تبارك وتعالى، ومثل ذلك كثير في خلقه لا يحصى فإنه يقال ان الكباريت تنشوا بالبروق والكماة تكثر بالرعد والمخاخ تكثر في زيادة القمر، ويقال ان دخنت القرية باخثاء البقر والقرن الأيسر من قرون بقر لم يقربها الجراد، ويقال ان صب ماء كامخ في القرية بالعشي اجتمع إليها الجراد من الغد، وترى الجواهر الصلبة المكسرة يغير بعضها بعضا فكيف الأبدان الرخوة المخلخلة فهذا الحديد والحجر يلينها النار ويذيبها، والماء يجمده البرد ويصيره كأنه الحجر، (1) وهذا النحاس يصفر بالناطف حتى يصفر في صفرة الذهب وان اخذت جزءا من نوشادر وجزءا من زيبق وجزوا من الاجر مسحوقا ودلكت به آنية صفر بعد أن يصب عليها الماء فيدلكه دلكا شديدا صيرها مثل الذهب.
الباب الثالث في خواص أشياء من النبات يغير بعضها بعضا و يقطع بعضها آثار بعض قال صاحب كتاب الفلاحة وغيره انه إذا طلي الحديد بالثوم أو بلعاب رجل صائم لم يجذبه حجر المغناطيس وان طلي هذا الحجر بدم التيس لم يجذب الحديد، وان دخل في رجل أحد