فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٥٣٦
قالوا وربما احمر الماء فيدل على الحرب لا يخطئ، وبلغني عن بركة في بعض جبالها ينذر لها الناس النذور ويلقون الدراهم و التماثيل من فضة مثل السمك وان ماءها يغيض في وقت من السنة ويجتمع الناس حولها وينزل بعضهم فيستخرج تلك ويبتاعون بها الطعام والشراب ويشربون ويطعمون ثم لا يلبث ان يثور الماء من يومه وتمتلئ البركة، ومن الشجر شجر لا يحرقه النار ومنه جنس بطبرستان بنوا عليه الأرحية فإذا عفن في الماء واسترخي نقصوه و إذا خف قليلا ثم فلقته وشققته في ظلمة الليل (ضاء) مثل شعل النار لا تكن من لونها شئ، ويقال ان الجذوان (1) ينبت بجنب البيش فيقمعه ويمنعه من الارتفاع، ورأيت بطبرستان شيئا مثل الخيط الطويل يلتف على الأشجار العظام ويشتبك عليها اشتباكا من أسفلها إلى أعليها فتخف لذلك الأشجار وتيبس، وفي كتاب الفلاحة ان الكرنب إذا نبط بقرب الكرم أوهنه وجاد الكرم عنه، ومن الشجر صنف في طبعه الصعود ولأنه يضعف عن ذلك يتعلق بغيره ثم يصعد مثل الكرم والقرع واللبلاب وان هذه تصعد بطبرستان على الأشجار الشامخة الطويلة حتى تبلغ أعاليها حتى أنها يخرج في رؤسها شئ مثل الخيط الدقيق فيتعلق ذلك الخيط بالغصن الاخر ويلتف عليه نعما مرارا كثيرة ثم يصعد قليلا ويرسل خيطا فإذا تعلق من الغصن الذي فوقه وتمكن منه صعد أيضا فهذا دأبه حتى ينتهى إلى أعلى الشجرة ثم ينزل عليها أيضا، ومن الشجر ما له لبن مثل اللبن الخالص و ذلك مثل التين واليتوعات والعشر (2) خاصة فاني رأيته إذا كسر منه غصن سال منه لبن كثير والنخلة تلف على جسمها وجمارها لباسا كأنه منسوخ من ليف فهو يقيه ويحفظه،

(1) (الجدوار) (2) (اليتوعات العشر)
(٥٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 ... » »»