فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٦٤
الرطوبة أو اليبوسة، وتتركب من البرودة أيضا إذا امتزجت بالمفعولتين ثلاثة ألوان كالماء الذي إذا غلبت عليه اليبوسة في الهواء صار بردا أو ثلجا وان مازجت البرودة رطوبة غليظة كثيرة حدثت من بينهما ظلمة وسواد وان زادت الرطوبة على البرد ووافق ذلك شيئا من حرارة حدثت من بينهما صفرة كالنبت والورقة فإنها تطلع من الأرض أولا ابيض فإذا سخن قليلا حدثت صفرة رقيقة وإذا قوي النبت قليلا واستفاد من حرارة الشمس استحكمت صفرته وإذا زادت حرارته وانتهت منتهاها اعتدل النبت وصار اخضر، وأيضا ان النبت إذا كان في الطلال كانت خضرته صافيه إلى الشقرة " ما هي " وان كثرت عليه المياه والانداء صفت خضرته الا ما كان من النبت ما ينبت في الماء وإذا بلغ النبت منتهاه وقلت رطوبته جف ويبس وصار ابيض وعاد إلى الأرض، وكذلك البول يتلون لعلل معلومة فإنه إذا زادت حرارة البدن من تعب أو غضب أو هم أو صوم أو مسير في الشمس اصفر فان كثرت الحرارة وأفرطت احمر و ان غلبت عليه البرودة والرطوبة ابيض وان غلب البرد وفسدت الرطوبة واحترقت اسود البول، وكذلك علل ألوان السحابات والغيوم، فاما اللون الخلوقي فإنه يحدث من ائتلاف الحمرة و البياض كالثوب الأبيض المزعفر، فالخلوقي المشبع يميل إلى الحمرة والخلوقي الصافي يميل إلى البياض، وكما ان الخلوقي يحدث من بين البياض والسواد فكذلك اللازورد والكحلي يحدب من بين البياض والخضرة وكلما صفى الكحلي عاد إلى الزرقة ثم إلى ما دون تلك الزرقة حتى يعود إلى البياض وكلما زيد على الكحلية المشبعة شئ دخل في حد السواد، تكون الصفرة أيضا من بين البياض والخضرة، وحد البياض من جهة التعليم انه لون معين للبصر على تمييز الألوان، وحده من جهة الطباع انه شئ قابل
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»