فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٦٠
الأول صار حامضا، وعلة الحموضة كما قلنا ضعف الحرارة المغيرة للشئ كالجشاء الحامض الذي يشبه ضعف الحرارة عن نضج الطعام، وقد رأيت انا العنب اصابه مطر شديد فصار حامضا، الباب الثالث فيما يفعل كل مذاقة في البدن، ولهذه المذاقات أفاعيل عجيبة في الجسم سأذكرها واذكر عللها، فمن تلك الأفعال ما ينضج الورم ومنها ما يلين ومنها يصلب ويشدد ومنها ما يفتح أفواه العروق ومنها ما يحلل الغلظ ومنها ما يحلل البدن ومنها ما يضيق أفواه العروق ومنها معفن للحم و منها مربي للحم ومنها مسكن للوجع ومنها غاذي ومنها غير غاذي وكل ما كان حلوا محضا فهو غاذي، وكل ما كان مرا محضا فهو غير غاذي وما كان بين الحلو والمر فهو يغذو غذاء يسيرا، وكل ملين فهو منضج مرخي وكل مسكن للريح فهو حار وكل شئ دسم فإنه مثل الحلو الا انه أقل لذاذة، والشئ العذب أيضا من جنس الحلو الا ان فيه رطوبة مائية يسيرة ولذلك صار ثمار الأشجار الطوال أحلى من ثمار الأشجار القصار، فان الثمرة الشجرة القصيرة فيها عذوبة لقربها من الأرض ولأنه تنتهي إليها المائية التي تجذبها من الأرض أسرع مما تنتهي إلى الأشجار الطوال، فان الأشجار القصيرة تأتيها رطوبة غير منضجة ولا مستحكمة لقربها من الأرض، وكل شئ مر فإنه لطيف ينقي الاخلاط الغليظة بمرارته من الصدر والرية ويسخن قليلا ولا يتدود كما يتدود غيره، و الشئ الحامض لطيف بارد ينقي مجاري البدن دون تنقية المر و يجلو، والشئ العفص ارضي ييبس ويجمع ويضيق المجاري، والحريف ناري يلطف ويفش الغلظ ويأكله، والمالح ارضي حار
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»