فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٦٥
للألوان المختلفة بالسرعة، وحد السواد من جهة التعليم انه لون يستوي بين اختلاف الأشياء، وحده من قبل الطباع انه الدخول لي قعر الألوان، الباب السادس في علل ما يذوب ويجمد ويحترق ويعفن وما أشبه ذلك اني رأيت من الأشياء ما يذوب بالماء ومنها ما يذوب بالنار ومنها ما يحترق بالنار ومنها ما لا يحترق ومنها ما لا يذوب ولا يحترق ومنها ما يطفو فوق الماء ومنها ما يرسب ومنها ما يجمد ومنها ما لا يجمد ومنها ما يعفن وينضج ومنها ما لا يعفن، ولكل ذلك علل قد بينها العلماء وقاسوا عليها، قال ارسطاطاليس كل شئ يجمد لا يخلو من أن يكون من طبيعة الماء أو من طبيعة الأرض أو منهما جميعا ولا يخلو جموده من أن يكون بالحر أو بالبرد، وان ذوبانه بضد الشئ الذي أجمده كالماء الذي يجمده البرد ويذيبه الحر والملح والبورق يجمدهما الحر ويذوبان بالماء والشمع والرصاص والنحاس والكندر والكهربا وسائر الصموغ يجمدهما البرد وتذوب بالنار وقد يتدود الكندر والأصماغ كما يتدود الماء الراكد، وانما يجمد الشئ بالبرودة لان البرد يغلب على ما فيه من الحرارة فتندفع الحرارة إلى غور الجسم وجوفه و تنقبض لذلك اجزاء الجسم بالبرد واليبس الذي يصيبه، فاما ما يجمده الحر فلان الحرارة إذا غلبت على جسم من الأجسام فإنها اما ان تجفف رطوبته وتيبسه واما ان تفرق رطوبته وتصيره بخارا شيئا بعد شئ حتى يغلب على الجسم اليبس فكل شئ يجمده البرد فإنه يلينه الحرارة مثل الحديد والقرون التي تلين بالنار، فإذا غلبت الحرارة على جسم من الأجسام حتى تفني ما فيه من الرطوبة ولا
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»