فاما الأدوية التي تزيد في الزرع فهي حارة رطبة أو حارة نافخة مثل الششقاقل وبزر الجرجير وملح اشقنقور، فاما ما يقطع الزرع فمنه ما يقطعه بحرارته ويبوسته مثل السداب والخردل، ومنه ما يقطعه بالبرد واليبس مثل الفنجكشت، وكل شئ يلذع الجوف فهو لطيف حار يغوص في البدن فيلذعه، ومنه ما إذا لذع الجوف جوده أيضا فيسترخي لذلك مجارية ويضعف عن حبس البطن فيسهله، فاما الشئ البارد الغليظ فإنه لا يلذع لأنه لا يستطيع ان ينفذ في البدن لغلظه، وكل دواء لطيف فهو أسرع استحالة ونفاذا في الأبدان من الغليظ، وكلما زدت الدواء دقا ونخلا كان أسرع نفاذا في الأبدان مما يغلظ اجزاؤه ويكون جريشا، ونقول قولا عاما ان الحرارة إذا تركبت مع الرطوبة أو مع اليبس " حدث من بينهما ثلاثة طعوم وذلك أنه إذا تركبت الحرارة مع اليبوسة " حدثت من بينهما الحلاوة، وان تركبت حرارة فاضلة شديدة القوة مع اليبس حدثت من بينهما الحرافة، وكذلك البرودة إذا تركبت مع الرطوبة واليبس حدثت من بينهما ثلاثة طعوم، فإذا تركبت البرودة مع رطوبة لطيفة حدثت من بينهما حموضة، وان تركبت برودة مع اليبس حدثت من بينهما القبوضة، وان تركبت برودة مع يبس مفرط حدثت من بينهما العفوصة، الباب الرابع في الأرائح " وعللها "، إذا كان الشئ معتدلا في تركيبه ممتزجا من اجزاء مستوية القوى في الحرارة والرطوبة طاب ريحه وان زاد يبسه على رطوبته قليلا كان أزكى لرائحته فلذلك صارت رياحين الجبال والأعذاء أطيب رائحة وكذلك طعوم الثمار وقوى النبت التي يقل شربها
(٣٦٢)