فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٥٣
فوقه واما أسفله فان قام ذلك الغلظ في وسط الاناء دل على أن الريح مختلطة بالأخلاط وانها ليس بقوي على التخلص منها لان الريح إذا لم تكن لطيفة قوية تامة النضج وكان فيها غلظ يمنعها من التخلص قام في الوسط، وذلك دل على أن النضج وسط، فان قام ذلك الغلظ من اجزاء الريح فوق الاناء دل ذلك على أن النضج دون الأول، وان صار الغلظ راسبا في أسفل الاناء دل على غاية النضج وعلم أن اجزاء الريح قد لطفت وتخلصت من المادة الغليظة التي هيجت العلة، وان كان الغلظ المتوسط للاناء اسود فإنه ردئ، وان رأيته ابيض أملس مستويا فهو جيد صالح وان رأيته شبه السحابة طافية فوق البول فهو دون ذلك في الصلاح وان كان متوسطا في سمك الاناء ووسط البول فهو خير من الذي يطفو فوقه، الباب السادس عشر في الرواسب، إذا كان الراسب مثل الكرسنة دل على ذوبان لحم الكلية الا ان يكون ذلك مع حمى حادة فيدل حينئذ على أن العلة عامة للبدن كله، وان كان الماء مع هذا نيا غير نضيج فإنه يدل على أن العلة عامة للبدن وان كان نضيجا فالعلة في الكلية وحدها، الباب السابع عشر في الصفائح، ان الحمى إذا اشتغلت في عضو يابس من الأعضاء الباطنة تقشر أعلى ذلك العضو وانقطع قطعا عراضا فيخرج شئ شبيه بالصفائح وان وصل الداء والحرارة بالمثانة فعل بها هذا الفعل، فان فعل ذلك مع حمى حارة فان العلة عامة للبدن كله وإن لم تكن حمى
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»