الباب السادس في المجسة من كتاب جالينوس وارساجانيس وغيرهما، ان من أراد استقصاء معرفة المجسة فقد ينبغي ان يعرف مجسة الرجل في أحواله كلها، فربما كان مجسة الرجل في صحته فاترة صغيرة وربما كانت في صحته متواترة قوية ويتغير ذلك في حال حركته وسكونه فإذا تعب الرجل أو غضب أو اصابه حر شديد اشتد نبض العرق وان خاف أو حزن أو اصابه برد شديد ضعف النبض وبرد، وانما " تتحرك الطبيعة " (1) على ضربين أحدهما حركة انبساط إلى خارج وذلك عند الفرح والغضب فتتحرك الطبيعة إلى خارج ويظهر الدم، والآخر حركة انقباض إلى داخل وذلك عند الحزن والخوف، وانما النبض انبساط القلب والأوردة لادخال الهواء البارد إلى القلب وتبريد حره، فمن النبض طبيعي وعرضي و " مبسوط " (2) ومركب، فالطبيعي هو الذي يشاكل سن الرجل وزمانه، والعرضي هو الذي يحدث عند الأمراض، و المبسوط ما كان عند انبساط العروق مرة وانقباضها مرة، فاما المركب فما كان من انبساطه مرارا وانقباضه مرارا، وعلة ذلك أن الأوردة كلها تتحرك حركة مستوية بحركة القلب، فإذا كانت الطبيعة مستوية وجدت الوريد تنبسط انبساطا معتدلا وإذا تغيرت الطبيعة كانت نبضة واحدة زائدة ونبضة ناقصة، فإذا كان النبض أعرض وأطول من النبض الطبيعي سميت نبضة عريضة أو طويلة فإذا زادت في جميع جهاتها سميت نبضة صغيرة وإذا دفع العرق بشدة نبضه اليد دفعا شديدا سمي نبضا قويا وإن لم يقدر ان يدفع اليد للضعف سمي نبضا ضعيفا،
(٣٤٢)