فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٤٥
في زمان الربيع، فاما المجسة في الصيف فسخيفة لاسترخاء البدن وكثرة ما يدخل فيه من الهواء وسرعة اخراجه إياها لادخال ما هو أبرد مما يخرج، والمجسة في الشتاء بطيئة سخيفة لان الشتاء تبرد الجلد فتضيق المجاري وتنسد المنافذ ولا يدخل من الهواء الا شئ قليل، والمجسة في الربيع والخريف قوية لا سريعة ولا بطيئة، و ذلك لان الربيع فيه اقبال الحر وبقايا من برد الشتاء، واما الخريف فلان فيه البرد وفيه بقايا من حر الصيف ولا يكون النبض فيهما سريعا قويا جدا ولا بطيئا ضعيفا جدا، الباب الثامن في المجسة عند النوم والسهر والجوع والعطش، إذا اعتدل الأكل كانت المجسة قوية عظيمة سريعة متتابعة اما قوتها وعظمها فلان الحرارة الغريزية تقوى بالطعام، واما سرعتها وتتابعها فلان الحرارة تشتغل بهضم الأطعمة وتزيد في الحركة، وان كان الأكل كثيرا كانت المجسة مختلفة غير مستوية وعلة اختلافها ان الحرارة الغريزية تقصد لنضج الطعام فتقوى على الطعام ساعة ويستوي لذلك النبض وتضعف ساعة فيختلف النبض كالنار التي إذا كثر عليها الحطب لم تستو حركتها ووقودها لأنها تقوى على الحطب مرة ويمتنع عليها الحطب مرة، والمجسة في أول النوم ضعيفة بطيئة وعند الانتباه سريعة كثيفة ومجسة المستحم بماء حار عظيمة متكاثفة فان أفرط في الاستحمام صارت صغيرة بطيئة متسعة لان سخونة الماء ورطوبته ترخيه، ومن اغتسل بماء بارد صارت مجسته عظيمة قوية لاجتماع الحرارة في غور البدن، فان طال الاغتسال بالماء البارد صارت بطيئة سخيفة، ومجسة الممتلئ من الشراب أسرع من مجسة الممتلئ من الأكل، ومجسة الغصبان
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»