كان قوى البدن وفيه فضول كثيرة فليشرب دواء قويا يخرج تلك الفضول في دفعة واحدة ومن كان ضعيف البدن وكان فيه فضول كثيرة فليشرب الدواء مرارا ليخرج الفضول شيئا بعد شئ لئلا يضعف بدنه عن احتمال ذلك مرة واحدة، ومن كان ضعيف البدن وفيه فضل يسير فليشرب الدواء في السنة مرة ولا يكثر من الاسهال، و لا ينبغي ان يستعمل الاسهال في البلاد الحارة الا قليلا لان حرارة البلاد تذيب فضول الأبدان وان هو حمل عليها بالأدوية أيضا أوهن البدن وعرضه للتلف، ويستعمل الاسهال في البلاد الباردة أكثر لان البرد يجمع في البدن فضولا كثيرة، ويستعمل الاسهال في البلاد المعتدلة مقتصدا، وينبغي ان يحتمي قبل شرب الدواء يومين وبعده يومين من المطاعم الغليظة ومن التعب والجماع ويتحسى اسفيدباجة بلحم أو بدهن خل أو زيرباجة، وإذا شرب الدواء تحول ومشى ولم ينم لان النوم يذيب الدواء ويذهب بقوته، و ان أسهله كثيرا جعل طعامه انارباجة بلحم خفيف، وان كان في المعدة والرأس فضول كثيرة شرب حبا كبارا ليطول مكثها في المعدة وتقوي بذلك على إذابة الفضول وليرتفع قوتها إلى الرأس أيضا، فان شرب دواء لتنقية البدن فقط جعله حبا صغارا ليسرع النفوذ في مجاري البدن، ومن كان الغالب على مزاجه البلغم فليأخذ بعد أن يسهله الدواء الحرف المغسول بماء حار مع الزيت، وان كان الغالب عليه الصفرا اخذ بعد الاسهال بزر قطونا بماء بارد ودهن بنفسج وسكر طبرزد، وان شرب بعد أن يعمل الدواء شيئا من طين ارمني بماء الرمان الحلو قوى المعدة والأمعاء، والدليل على جودة عمل الدواء ان يعطش الرجل بعد الاسهال لأنه يدل على خروج الرطوبات، وان ضعف الدواء وبقي في الأمعاء أخرجه بحقنة لينة وعلامة احتباس الدواء في البدن انه يجد في
(٣٣٨)