فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٤٠
أردت أن تمنع الاسهال فعليه بالنوم والدعة، وقال أيضا من شرب دواء مسهلا فلم يعطش دل على أنه لم يستنق بدنه لان العطش يدل على أن الدواء قد اخرج الرطوبات، فاما خواص الأدوية المسهلة وأفعالها فاني ذاكرها في باب مفرد عند ذكري قوى الأدوية المفردة، الباب الخامس في الحمامات، ان في الاستحمام منافع كثيرة للشباب والشيوخ والمحرورين والسمين والمهزول لا سيما إذا كان الحمام معتدلا في حره وكان مائه عذبا جاريا ولم يخطأ فيه التدبير وهو أن لا يلبث فيه الا قليلا بقدر ما يأخذ بدنه من رطوبة الحمام ولا يأخذ حرارة الحمام من رطوبته، فاما صاحب البرودة والرطوبة فينبغي ان يمكث فيه طويلا حتى يحلل فضول بدنه وتقوى الحرارة على إذابتها، وينبغي ان يكون المكث فيه في الشتاء والخريف أكثر منه في الصيف وان يقتصد منه في أيام الربيع، وينتفع بدخول الحمام من كان به حكة و قروح ودماميل ورياح غليظة محتبسة ومن طال مرضه وكان به وجع الجنب والصدر ويلين الأعضاء ويذهب بالصداع وينزل البول، ومن كان معتادا له في صحته نفعه في مرضه وان تركه ضره ويضر الحمام من كانت به حمى ملهبة أو رمد من دم، ولمن يدخله ينبغي ان يتدرج في دخوله وخروجه فيجلس في كل بيت قليلا حتى ينتهي إلى البيت الحار، وكذلك يفعل إذا خرج لئلا يفجأ البدن حرا شديدا بعد برد الهواء ولا يفجأ بردا شديدا بعد حر الحمام، و ينبغي لصاحب البلغم والسودا ان يستحم على الريق فإذا عرق استنقع في ماء قد طبخ فيه المرزنجوش والنمام والقيسوم والشيح والغار
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»