فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٤٤
الموج، وإذا نبض مرة أو مرتين نبضا قويا شديدا ثم فتر وسكن سمي نبض غزال لان الغزال يثب وثبة أو وثبتين في دفعة، الباب السابع في اختلاف المجسة في كل سن وكل بلاد، اعلم أن مجسة الأطفال صغيرة كثيفة مستوية لان رطوبتهم كثيرة وأورادهم ضيقة فلا يقدرون ان يدخلوا من الهواء الا قليلا قليلا، ومجسة المراهقين كثيرة قوية لان حرارتهم أقوى وحاجتهم إلى ما يصل إلى القلب من الهواء أكثر ومجسة الشيوخ لطيفة سخيفة ضعيفة، وعلة ابطائها ضعف حرارتهم وحاجة قلوبهم لذلك إلى أن تستريح ساعة بعد ساعة ثم تجمع قوتها وتتحرك لادخال الهواء، وذلك كمن يضعف عن المشي فهو يمشي ساعة ويستريح ساعة حتى يرجع اليه قوته، ومجسة الرجال في الجملة عظيمة قوية واسعة، اما عظمها وقوتها فلقوة حرارتهم واما اتساعها فلشدة حاجة قلوبهم إلى ادخال الهواء الذي يبرد به القلب، ومجسة النساء والخصيان سريعة مسترخية ضعيفة لرطوبة أبدانهم واسترخاء قواهم، فاما سرعة نبضهم فلان حرارتهم لما ضعفت عن جذب الهواء إلى القلب بقوة قوية احتاج القلب إلى أن يتحرك لذلك حركة متتابعة ليعمل بحركات كثيرة ما يعمل غيره بحركة واحدة قوية، فاما مجسة من أفرط في سمنه أو هزاله فإنها شبيهه بمجسة النساء لان الشحم الكثير يسد المجاري ويميت الحرارة وكذلك الهزال الشديد يميت الحرارة، ومجسة الحبالى سريعة عظيمة وذلك لحاجتهن لادخال الهواء البارد إلى قلوبهن وقلوب أجنتهن، والمجسة في البلاد الحارة مثل المجسة في وسط الصيف، والمجسة في البلاد الباردة مثل المجسة في وسط الشتاء، والمجسة في البلاد المعتدلة مثل المجسة
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»