وربما كان خلقة عروق القلب ضيقة فيكون النبض شديدا وربما كانت واسعة وكان فيه دم كثير فيكون النبض شديدا عظيما، و ان كان البدن حار المزاج والقلب حارا والعروق واسعة كثيرة الدم كان النبض شديدا متينا، وعلة سرعة النبض ان يحتاج القلب إلى ادخال الهواء البارد حاجة شديدة، وعلة ابطاء النبض ان تضعف الحرارة الغريزية، وتكون شدة ضربانه من قبل العروق، واما متانته فمن قبل الدم واما قوته فمن قبل قوة القلب، فإن كان القوة صحيحة والدم كثيرا غير أن خلقة العروق " ضعيفة " (1) واسعة جدا ضعف النبض لذلك، وان كان الدم حارا كثيرا وخلقة العروق معتدلة قوية كان الضربان قويا متينا، وان كان الدم قليلا باردا والقوة ضعيفة ضعف النبض فإذا كانت قوة النبض أو ضعفه وسرعته أو ابطاؤه مستويا على حال واحد سمي ذلك النبض المستوي و ان اختلف ذلك واضطرب سمي ذلك نبضا غير مستوى، وان وقع بين النبضتين نبضة مخالفة لهما قيل إن النبض ليس يحفظ شرحه ومنهاجه، وربما كانت ثلث نبضات مستوية وتجئ نبضة رابعة غير مستوية، وتكون أربع نبضات مستويات والخامسة غير مستوية و تكون ست نبضات مستويات والسابعة غير مستوية، وربما اخذ النبض يمينا وشمالا أو إلى فوق أو إلى أسفل، وإذا لم ينبسط الوريد كله في وقت واحد وكان مع ذلك صغير الانقباض و تحرك مثل حركة الدود سمي ذلك النبض الدودي، فان بلغت الغاية في الضعف والصغر والسفاقة سمي ذلك نبضا نمليا لأنه يشبه بحركة النمل ودبيبه، وان انفتل العرق من جانبه انفتالا من مثل ذنب فارة مقتول سمي ذلك نبض ذنب الفار، وإذا لم ينبسط الوريد كله في وقت واحد وكان مع عظم الانقباض سمي نبضا موجيا مثل " ضيقة "
(٣٤٣)