وأما المفتاح فإنه دال على تقدم عند السلطان والمال والحكمة والصلاح وإن كان مفتاح الجنة نال سلطانا عظيما في الدين أو أعمالا كثيرة من أعمال البر أو وجد كنزا ومالا حلالا ميراثا فان حجب مفتاح الكعبة حجب سلطانا عظيما أو إماما ثم على نحو هذا في المفاتيح والمفاتيح سلطان ومال وحظ عظيم وهي المقاليد قال الله تعالى - له مقاليد السماوات والأرض - يعنى سلطان السماوات والأرض وخزائنهما وكذلك قوله في قارون - ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة - يصف بها أمواله وخزائنه فمن رأى أنه أصاب مفتاحا أو مفاتيح فإنه يصيب سلطانا ومالا بقدر ذلك وإن رأى أنه يفتح بابا بمفتاح حتى فتحه فان المفتاح حينئذ دعاء يستجاب له ولوالديه أو لغيرهما فيه ويصيب بذلك طلبته التي يطلبها ويستعين بغيره فيظفر بها ألا ترى أن الباب يفتح بالمفتاح حين يريد ولو كان المفتاح وحده لم يفتح به وكأنه يستعين في أمره ذلك بغيره وكذلك لو رأى أنه استفتح برجا بمفتاح حتى فتحه ودخله فإنه يصير إلى فرج عظيم وخير كبير بدعاء ومعونة غيره له والقفل كفيل ضامن وإقفال الباب به إعطاء كفيل وفتح القفل فرج وخروج من كفالة وكل غلق هم وكل فتح فرج وقيل إن القفل يدل على
(٢٩٨)