تعرف لساني ولا تكلمني به فاجتمع جواري أصحابي وقلن لها لم تكوني تعرفين لسانه والساعة كيف تكلمينه فقالت الجارية إني رأيت في منامي رجلا غضبان وخلفه قوم كثير وهو يمشي فقلت من هذا؟ فقالوا موسى عليه السلام ثم رأيت رجلا أحسن منه ومعه قوم وهو يمشي فقلت من هذا؟
فقالوا محمد صلى الله عليه وسلم فقلت أنا أذهب مع هذا فجاء إلى باب كبير وهو باب الجنة فدق ففتح له ولمن معه ودخلوا وبقيت أنا وامرأتان فدققنا الباب ففتح، وقيل من يحسن أن يقرأ فاتحة الكتاب يؤذن له فقرأتاها فأذن لهما وبقيت أنا فعلمني فاتحة الكتاب. قال فعلمتها مع مشقة كبيرة فلما حفظتها سقطت ميتة. قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله رؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم أحد شيئين إما بشارة وإما إنذار ثم هي ضربان أحدهما أن يرى نبيا على حالته وهيئته فذلك دليل على صلاح صاحب الرؤيا وعزه وكمال جاهه وظفره بمن عاداه، والثاني يراه متغير الحال عابس الوجه فذلك يدل على سوء حاله وشدة مصيبته ثم يفرج الله عنه أخيرا فان رأى كأنه قتل نبيا دل على أنه يخون في الأمانة وينقض العهد لقوله تعالى فيما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق هذا على الجملة وأما على التفصيل فان رأى آدم عليه السلام على هيئته نال ولاية عظيمة إن كان أهلا لها