الهواء وذلك من حين تهتز الأشجار إلى أن يسقط ورقها، وأن لا ينام على فكرة وتمنى شئ مما رآه في منامه ولا يخل بصحة الرؤيا جنابة ولا حيض. وأما الباطل منها فما تقدمه حديث نفس وهمة وتمن ولا تفسير لها، وكذلك الاحتلام الموجب للغسل جار مجراه في أنه ليس له تأويل، وكذلك رؤيا التخويف والتحزين من الشيطان. قال الله تعالى إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله. ثم إن من السنة خمس خصال يعملها الذي يرى في منامه ما يكره يتحول عن جنبه الذي نام عليه إلى الجنب الآخر ويتفل عن يساره ثلاثا ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويقوم فيصلى ولا يحدث أحدا برؤياه، وقد روى أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال (يا رسول الله إنني أرى في المنام رؤيا تحزنني، فقال عليه الصلاة والسلام: وأنا أيضا أرى في المنام ما يحزنني فإذا رأيت ذلك فاتفل عن يسارك ثلاثا وقل اللهم إني أسألك خير هذه الرؤيا وأعوذ بك من شرها). ومن ذلك أضغاث أحلام وهي أن يرى الانسان كأن السماء صارت سقفا ويخاف أن يقع عليه وأن الأرض رحى تدور أو نبت من السماء أشجار وطلع من الأرض نجوم أو تحول الشيطان ملكا والفيل نملة وما أشبه ذلك ولا تأويل لها، ومن ذلك رؤيا يراها الانسان عند تشويش طبائعه
(٤٣)