إن من رأى ميتا ضربه فإنه يقتضيه دينا فان رأى الميت غنيا فوق غناه في حياته فهو صلاح حاله في الآخرة وإن رآه فقيرا فهو فقره إلى الحسنات وإن رأى كأن الميت عريان فهو خروجه من الدنيا عاريا من الخيرات وقيل إن عرى الميت راحته فان رأى كأن أقواما معروفين قاموا من موضع لابسين ثيابا جددا مسرورين فإنه يحيا لهم ولعقبهم أمور ويتجدد لهم إقبال ودولة فان كانوا محزونين أو ثيابهم دنسة فإنهم يفتقرون ويرتكبون الفواحش فان رأى في مقبرة معروفة قيام الأموات عنها فان أهل ذلك الموضع تنالهم شدة ويظهر فيها منافقون وأما الكافر الميت إذا رؤى في أحسن حال وهيئة دل ذلك على ارتفاع أمر عقبه ولم يدل على حسن حاله عند الله فان رأى كأن الميت ضحك ثم بكى دل على أنه لم يمت مسلما وكذلك لو رأى أن وجه الميت مسودا لقوله تعالى فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فان رأى كأن على الميت ثيابا وسخة أو كأنه مريض فإنه مسؤول عن دينه فيما بينه وبين الله تعالى خاصة دون الناس ومن رأى الميت مشغولا أو متعبا فذلك شغله بما هو فيه فان رأى كأن جده وجدته قد حييا فان ذلك حياة الجد والبخت فان رأى أنه كأن أمه قد حييت أتاه الفرج من هم هو فيه وكذلك إن رأى أباه قد حيى إلا أن رؤية الأب أقوى فان رأى أن ابنا له قد حيى ظهر له عدو
(١١٣)