مالا لقوله تعالى ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره ومن رأى كأنه دفن في قبر من غير موت دلت رؤياه على أن دافنه يقهره أو يحبسه فان رأى أنه مات في القبر بعد ذلك فإنه يموت في الهم فان لم ير الموت في القبر نجا من ذلك الحبس والظلم. وقال بعضهم: من دفن فان دينه يفسد وإن رأى أنه خرج من القبر بعد ما دفن فإنه يرجى له التوبة فان رأى أنه حثى على رجل التراب أو سلمه إلى حفيرة القبر فإنه يلقيه في هلكة فان رأى كأنه وضع في اللحد فإنه ينال دارا فان سوى عليه التراب نال بقدر ذلك التراب مالا. وأما القبر المحفور في الأصل فقيل هو السجن في التأويل كما أن السجن القبر فمن رأى أنه يريد أن يزور المقابر فإنه يزور أهل السجن فان رأى أنه حفر قبرا على سطح فإنه يعيش عيشا طويلا والقبور الكثيرة في موضع مجهول تدل على رجال منافقين، ومن رأى كأن القبور مطرت نال أهلها الرحمة فان رأى قبرا في موضع مجهول فإنه يخالط رجلا منافقا. وأما المقابر المعروفة فإنها تدل على أمر حق وهو غافل عنه فان رأى كأنه يحفر لنفسه قبرا فإنه يبنى لنفسه دارا وإن رأى كأن قبر ميت حول إلى داره أو محله أو بلده فان عقبه يبنون هناك دارا فان رأى كأنه دخل قبرا من غير أن كان على جنازة اشترى دارا مفروغا منها، ومن رأى كأنه قائم على قبر فإنه
(١١١)