دلت رؤياه على موته فان لم يغط رأسه ورجليه فهو فساد دينه وكلما كان الكفن على الميت أقل فهو أقرب إلى التوبة وما كان أكثر فهو أبعد من التوبة، ومن رأى كأن قوما مجهولين زينوه وألبسوه ثيابا فاخرة من غير سبب موجب لذلك من عيد أو عرس وأنهم تركوه في بيت وحيدا فذلك دليل موته والثياب الجدد البيض تجدد أمره. وأما الحنوط فدليل التوبة للمفسد والفرج للمغموم والثناء الحسن، ومن رأى كأنه استعان برجل يشترى له الحنوط فإنه يستعين به في حسن محضر وذلك أن الحنوط يذهب نتن الميت. وأما النعش فمن رأى كأنه حمل على نعش ارتفع أمره وكثر ماله لان أصله من الانتعاش، ومن رأى كأنه على الجنازة فإنه يؤاخي إخوانا في الله تعالى لقوله عز وجل إخوانا على سرر متقابلين وقال بعضهم: إن الجنازة رجل موافق يهلك على يديه قوم أردياء فان رأى كأنه موضوع على جنازة وليس يحمله أحد فإنه يسجن فان رأى كأنه حمل على الجنازة فإنه يتبع ذا سلطان وينتفع منه بمال فان رأى كأنه رفع ووضع على جنازة وحمله الرجال على أكتافهم فإنه ينال سلطانا ورفعة ويذل أعناق الرجال ويتبعه في سلطانه بقدر من رأى من مشيعي جنازته فان رأى أنهم بكوا خلف جنازته حمدت عاقبة أمره وكذلك إن أثنوا عليه
(١٠٩)