من فقه الجنس في قنواته المذهبية - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٦٣
ولم يجعل الصحابة الذين قتلوا الخليفة، عثمان مجتهدين، ما هو السبب في التفرقة بين هذين الامرين مع أن ملاكهما واحد؟.
وان الذين قتلوا الخليفة عثمان من الصحابة الذين نضرب حولهم سياجا من القداسة لا سبيل إلى اختراقه، وفيهم من هو من أصحاب بدر، في حين أن الذي قتل أمير المؤمنين عليا عليه السلام والذي قتل عمار بن ياسر جلفان جافيان لا يعرفان من الحق موطئ قدم، فكيف صار مجتهدين في نظر ابن حزم؟؟!!.
إلى هذا الحد وصلت مرتبة الاجتهاد في نظركم حتى صارت يستامها أبو الغادية وعبد الرحمن بن ملجم؟؟!!
والى هذا الحد هان عليكم علي بن أبي طالب إمام المتقين، وأخو رسول الله، والسابق إلى الاسلام، وعماد كل فضيلة، وعمار بن ياسر الذي ملئ إيمانا من قرن إلى قدم بشهادة رسول الله صلى الله عليه وآله والذي يدعو إلى الجنة؟؟!!
هذان معا أصبح من يقتلهما يؤجر على قتلهما؟؟!!
والله لا أجد كلمة من الذم تعطي ابن حزم وأمثال ابن حزم حقهم، وحسبهم أنهم في فصيلة ابن ملجم وأبي الغادية ومن معدنه وحسبنا شرفا أن نكون من تراب يطئاه علي وعمار.
إن هذه المواقف من ابن حزم وأمثاله لا ترتفع بمستوى أفكارنا ومواقفنا وتاريخنا عن موطئ القدم، وتبعد بكل مفكر بعيدا عنا لئلا يضيع وقته وجهده بقراءة هذا الفكر الوسخ، ويدنس طهر ضميره بهذا الحقد الدنس الذي تترفع عنه حتى ذوات الأنياب (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا) الأعراف 58.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 165 166 167 168 169 ... » »»