وقال (عليه السلام): " تأمرهم بما أمر الله به وتنهاهم عما نهاهم الله عنه... " (1).
وهذا الحديث جامع للقواعد الكلية التي تقوم عليها أعمدة المنهج التربوي السليم في كل جوانب الحياة الفردية والاجتماعية، العاطفية والروحية، فإذا أبدى الوالدان عناية فائقة في العمل على ضوء المنهج التربوي فان الطفل سيكون عضوا صالحا في المجتمع.
وقد كان أهل البيت (عليهم السلام) قد أبدوا عناية خاصة بتربية أبنائهم في هذه المرحلة حتى أعدوهم إعدادا متكاملا فكانوا قمة ونموذجا أعلى في كل شئ، فأمير المؤمنين (عليه السلام) تربى في مرحلة الصبا في بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل ان يبعث، فآمن في اللحظات الأولى لدعوة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأخلص في ايمانه وطاعته لله ولرسوله، وكان قمة في الشجاعة والاقدام وفي التضحية والفداء وفي الكرم والتواضع والصدق وفي كل الفضائل الخلقية، وربى (عليه السلام) بدوره أبناءه فكانوا على شاكلته في الارتقاء إلى القمة الشامخة في جميع المكارم والفضائل، وهكذا كان بقية الأئمة (عليهم السلام).
وتزداد مسؤولية الوالدين في التربية والتأديب كلما ابتعد المجتمع عن الإسلام أو كان مجتمعا اسلاميا في الظاهر ولم يتبن الإسلام منهاجا له في الواقع العملي لتأثير العادات والتقاليد والأفكار والمناهج التربوية غير السليمة على تربية الطفل وخصوصا أجهزة الاعلام كالراديو والتلفزيون والسينما وغيرها.
ويلحق بالتربية الروحية والنفسية والعاطفية، شطرها الآخر وهو التربية