ثالثا: تمرين الطفل على الطاعات الطاعات وان كانت سهلة ويسيرة إلا انها تحتاج إلى تمرين وتدريب ينسجم مع القدرة على الأداء، والطفل يحتاج إلى عناية خاصة في التمرين والتدريب على الطاعات من أجل ان تذلل مشقتها عليه وأن يحدث الأنس بينه وبينها فتكون متفاعلة مع عواطفه وشعوره لكي تتحول إلى عادة ثابتة في حياته اليومية، يقدم عليها بشوق واندفاع ذاتيين دون ضغط أو اكراه أو كلل أو ملل.
ويبدأ المنهج التربوي الاسلامي في وضع قواعد أساسية تتناسب مع أعمار الأطفال للتمرين على الطاعات مع مراعاة القدرة العقلية والبدنية للأطفال، ففي التمرين على الصلاة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين واضربوهم على تركها إذا بلغوا تسعا " (1).
وفي رواية: " مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين واضربوهم إذا كانوا أبناء تسع سنين " (2).
والمقصود من الضرب إما الضرب الحقيقي في حالة تمرد الأطفال أو استخدام الشدة النفسية، فإنها وإن كان لها ضرر سلبي على الطفل ولكنه ضرر وقتي سرعان ما ينتفي، ولا يمكن اعتباره ضررا بالقياس إلى المصلحة الأكبر وهو التمرين على الصلاة.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " أدب صغار بيتك بلسانك على الصلاة والطهور، فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثا " (3).