قال ابن كثير الدمشقي الشافعي المتوفى سنة (774) ه في تفسيره ج 3 ص 506 عند تفسير آية الصلاة على النبي (ص) بعد كلام له: المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأن يثني عليه عند الملائكة المقربين، وإن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا. (إلى أن قال ص 507): وقد جاءت الأحاديث المتواترة عن رسول الله S بالأمر بالصلاة عليه، وكيفية الصلاة عليه، ونحن نذكر منها إن شاء الله ما تيسر، والله المستعان. (ثم أخذ ابن كثير ينقل بعض الأحاديث من صحاحهم، وسننهم، ومسانيدهم في كيفية الصلاة على النبي (ص)، وفي جميع ما نقل من الأحاديث اقتران آله به (ص)، ولكنه لما ينقلها عنهم يقول: صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر اله معه، وهكذا غالب كتب أهل السنة) قال ابن كثير ص 508: وروى الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حيان، والحاكم في مستدركه من حديث محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه، عن أبي مسعود البدري إنهم قالوا: يا رسول الله أما السلام فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا؟ فقال (ص): اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.
قال ابن كثير: وذكره ورواه الشافعي رحمه الله في مسنده عن أبي هريرة بمثله ومن هنا ذهب الشافعي رحمه الله إلى إنه يجب على المصلي أن يصلي على رسول الله (ص) في التشهد الخير، فإن تركه لم تصح صلاته (قال ابن كثير): وقد شرع بعض المتأخرين من المالكية، وغيرهم يشنع