عمرو بن مالك أبي علي الحسيني، عن فضالة بن عبيد (قال: سمع رسول الله (ص) رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله، ولم يصل على النبي فقال رسول الله (ص) عجل هذا، ثم دعاه فقال له ولغيره: إذا صلى أحدكم فاليبدأ بتمجيد الله عز وجل والثناء عليه ثم ليصلي على النبي ثم ليدعو بعد بما شاء، وكذلك الحديث الذي رواه ابن ماجة من رواية عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده عن رسول الله (ص) إنه قال: لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر أسم الله عليه ولا صلاة لمن لم يصل على النبي... الخ.
ثم عاد ابن كثير إلى نقل الأحاديث الأخرى في كيفية الصلاة على النبي (ص) والتي قرن الصلاة فيها على آله معه وهي عشرة أحاديث ثم أخذ يروي بعض الأحاديث في فضل الصلاة على النبي (ص) والأجر المترتب على ذلك من الله عز وجل، حتى نقل من تلك الأحاديث ثمانية عشر حديثا أو أكثر من ص 509 - ص 512. ومن تلك الأحاديث التي رواها ابن كثير حديث عن أبي ذر الغفاري إن رسول الله (ص) قال: إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصل علي، وفي نص آخر: بحسب امرئ من البخل أن اذكر عنده فلا يصلي علي. ومن تلك الأحاديث أيضا ما رواه الكثير منهم عن أبي هريرة، عن جابر وأنس، وابن عباس، وكعب بن عجره إن رسول الله (ص) قال: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي. ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان، ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة. ثم قال ابن كثير: - وهذا الحديث والذي قبله دليل على وجوب الصلاة على النبي (ص) كلما ذكر، وهو مذهب طائفة من العلماء منهم الطحاوي والحليمي،