تكون طبق ما شرع الله لعباده، من دون تغيير أو تبديل، ولا مجال فيها للأهواء والآراء قال تعالى: (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ([المؤمنون / 72].
ومن جهة أخرى إن الكافرين - غالبا - لا يقصدون بأعمالهم - حتى لو كانت صالحة - التقرب بها إلى الله تعالى والإخلاص له في العبادة، بل يعملون ما يعملون أما لقاء نفع مادي دنيوي، أو لشهرة لهم ليمدحوا بما قاموا به من عمل، أو الأسباب أخرى من تحصيل، شهادات أو مناصب عالية لهم، أو غير ذلك من الغايات والأغراض العديدة التي لا يتقرب بها إلى الله تعالى والحال إن الله لا يريد من عباده إلا الإخلاص له في العبادة، قال تعالى: (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ([الزمر / 12]، وقد أكد القرآن الكريم على الإخلاص له في الدين لا بآية أو آيتين بل بآيات كثيرة وسور عديدة. وجاء في بعض الأحاديث القدسية إن الله تعالى يقول: (من عمل لي ولغيري تركته لغيري (. وعلى كل فالكافرون لا تقبل منهم أعمالهم، ولا تصح، مع إنهم مكلفون بها ويسألون عنها يوم القيامة. وإذا كانت التكاليف عامة لبني الإنسان إذا لماذا خص الله الخطاب بآية الصلاة على نبيه (ص) بالمؤمنين دون غيرهم؟ وهكذا في غيرها من الآيات التي تتضمن التكاليف الأخرى وهي كثيرة.
فالجواب هو إن الله سبحانه وتعالى خص الخطاب بالمؤمنين من جهة إعزازا وتعظيما لهم، قال تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ([المنافقون / 9]. ومن جهة أخرى إن العبادة لا تقبل ولا تصح إلا منهم، كما قد عرفت ذلك.