الشامل الكامل ﴿فذبحوها وما كادوا يفعلون﴾ (1) للجاجتهم وقد أتعبتهم هذه المواصفات وأبهضهم ثمنها، إذ لم تكن هناك إلا بقرة واحدة تتمتع بهذه الأوصاف النادرة، ولم يعثروا عليها إلا بشق الأنفس، فلو رفقوا بأنفسهم لرفق الله بهم، ولكنهم ضيقوا على أنفسهم فضيق الله عليهم.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال: لولا أن بني إسرائيل قالوا: (وإنا إن شاء الله لمهتدون) ما أعطوا أبدا، ولو أنهم اعترضوا بقرة من البقر فذبحوها لأجزأت عنهم، ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم (2).
وعن الإمام علي عليه السلام: لكل دين خلق وخلق الايمان الرفق (3).
فالرفق إذن خلق الايمان وهذا يعني إنك لا تجد مؤمنا حقا إلا وتجده رفيقا وسهلا لينا عطوفا رؤوفا، ولا تجد متمتعا بهذه الخصال إلا ووجدته سهل الانقياد إلى الايمان.
اللهم أعنا على أن نرفق بأنفسنا وبمن حولنا ولا تحرمنا رفقك ولطفك يا أرحم الراحمين.