إذ لم نسع نحوها حتى تقبل هي إلينا.
10 - الرفق رأس الحكمة:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الرفق رأس الحكمة، اللهم من ولي شيئا من أمور أمتي فرفق بهم، فارفق به، ومن شقق عليهم فاشقق عليه (1).
الحكمة كما لا يخفى هي وضع الشيء في محله، ولما كان الرفق هو من محامد الصفات التي يتصف بها الخالق المتعال وأنبياءه الكرام وذوي الحجى والألباب، وبه يعالجون سقم الناس، فهو الدواء المحكمة مراهمه، والبلسم الناجح شفاؤه، ينفع مع الفرد في تطبيبه وتهذيبه، ومع الأمة في تدبير أمرها وسوسها.
فالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن يعرف الرفق بأنه رأس الحكمة، يتوجه إلى ربه بالدعاء بالرفق لمن يرفق بمن ولي عليه، وبالمشقة على من يشق عليهم، ولا شك أن دعوة المصطفى حبيب الله هي دعوة مستجابة حتما، وهي في الوقت نفسه كشف عن قانون وإرادة سماوية في المكافأة والمجازاة على الافعال.
11 - أفضل الصاحبين:
الصحبة في الله عمل ممدوح، باركه الاسلام كثيرا، وحث عليه، وبشر أهله بالثواب الجزيل والمنزلة الرفيعة، لكن بين المتصاحبين في الله تفاضل، فأحدهما أرفع منزلة وأعظم أجرا من أخيه، فبأي مزية نال هذا