فمن أراد أن يرفق الله به فما عليه إلا ان يرفق بغيره.
ب - قد يكون الرفق خرقا:
إذا ادلهمت النفوس بآثامها وأطفئ مصباح فطرتها وعمت بصيرتها عن معرفة الصواب وضلت عن درب رشدها وسبيل تكاملها لما تجمع من صدأ الذنوب على أفئدتها ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾ (1). فعند ذلك لا تستذوق تلك النفوس الفاسقة المنحرفة حلاوة الرفق الذي يستعمل معها ويستخدم من أجل خيرها وصلاحها، فهي تقابل الرفق واللين واللطف والرحمة والسماحة والتجاوز أو العطف والرأفة بما يضاد ذلك من الخرق والشدة والغلظة والقسوة وتتبع العثرات والمحاسبة على الزلات والنقمة واللؤم.
والحكمة تقتضي التعامل مع هذه النوعية من النفوس الخائبة الخاسرة بما يناسب ذلك مما يؤدي إلى تأديب نزقها وتعديل مسارها، وتقويم اعوجاجها فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: وإذا كان الرفق خرقا كان الخرق رفقا (2).
وعليه فان من لا يصلحه الرفق أصلحته الشدة، ومن لم يتقوم بالمسامحة تقوم بالمحاسبة، ومن إذا ما رفقت به اندفع في غيه وعناده وغروره وغطرسته ولم ينتفع بما تقدمه له من علاج ناجح ودواء نافع فما عليك إلا تركه في مستنقع مرضه الأخلاقي وسقمه السلوكي وداءه الذي