وقفة مع الدكتور البوطي - هشام آل قطيط - الصفحة ١٢١
لأنه ترك أولئك الأنبياء السابقين (عليه السلام) منازعة أقوامهم لكان ذلك أيضا مخلا بعصمتهم، ودالا على صحة ما قام به أقوامهم وبطلانه واضح لا يشك فيه من له عقل أو شئ من الدين.
وأما ثانيا: كان في توقف علي (عليه السلام) عن حربهم وقتالهم منافع عظيمة وفوائد جليلة، قصرت مداركهم عن الوصول إليها، وأعيت أفهامهم عن الوقوف عليها.
فمنها: أنه لو قاتلهم لتولد الشك من النائين عن المدينة وغيرها من البلدان الإسلامية بنبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك لعلمهم بأن القتل والقتال لا يقع إلا على طلب الملك والزعامة الدنيوية، لا على النبوة وصنوها الخلافة فيوجب ذلك وقوع الشك في صحة نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا سيما وهم جديدو العهد بالإسلام خاصة إذا لاحظتم وجود من يتربص الدوائر بالإسلام من المنافقين ولأن إسلامهم كان حديثا ولم ينضج كل النضوج في ذهنيتهم وسذاجة شعورهم فخشي (عليه السلام) الردة وسبق لنبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه أخبره بكل ما حدث معه وما جرى له هذا من جهة ومن جهة ثانية فقد سلم بحقه ما سلم الخط الإسلامي الصحيح.
ومن جهة ثالثة فهو أسمى وأعلى وأنبل وأكبر وأرفع من أن ينازع في إمرة أمور المسلمين كما قال هو (عليه السلام) لابن عباس حبر الأمة وهو يخصف نعله فقال له حبر الأمة أفي مثل هذا الوقت يا أمير المؤمنين فأجابه (عليه السلام) والله يا بن عباس إن إمرتكم علي أهون من عفطة عنز إلا أن أرفع كلمة حق وأدفع كلمة باطل كما تقول الآية الكريمة في سورة التوبة (لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الباطل هي السفلى) الآية لذا فهو راعى مصلحة الإسلام والمسلمين بما لا مثيل له ولا نظير ولم تعرف هذه السيرة لأحد من الصحابة لا من قبله ولا من بعده ولا غرو في ذلك ولا عجيب فهو من تلك الدوحة الهاشمية وشجرة النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي والتنزيل وهو يحذو حذو رسول الله ويسير بسيرته وينهج نهجه ويقتفي أثره ويترسم خطاه قولا وعملا وسيرة سبحان الله ما أعلم هذا الرجل سبحان الله ما أشجعه وما أبلغه وما أفصحه وما أعدله إنه صنو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخوه وابن عمه وصهره ووارث علمه وخليفته من بعده.
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة مباركة 4
2 الإهداء 5
3 آية قرآنية وحديث نبوي 6
4 المؤلف في سطور 7
5 لماذا هذا الكتاب؟ 11
6 نص فتوى شيخ الأزهر الشريف الشيخ محمود شلتوت 14
7 المسائل والمطالب في هذا الكتاب 16
8 المسألة الأولى: قول الدكتور البوطي فنحن نتفق مع الشيعة في مأساة أهل البيت 19
9 المسألة الثانية: قوله: لماذا الرجوع إلى التاريخ 22
10 المسألة الثالثة: قوله: وان هنالك فئة من المسلمين لا تستطيع أن تعبر عن حبها لعلي إلا بانتقاص بقية أصحابه 28
11 الفصل الأول: رأي الشيعة في الصحابة أوسط الآراء 32
12 المسألة الرابعة: قوله: بأن هنالك مظاهر بارزة على أحقية أبي بكر (رض) بالخلافة 37
13 مناقشة الحديث الأول 38
14 مناقشة الحديث الثاني 42
15 الوجه الصحيح في صلاة الخليفة أبي بكر 45
16 تجويزكم للصلاة خلف البر والفاجر 51
17 مناقشة الحديث الثالث 53
18 المسألة الخامسة: قوله: بأن الصحابة اتفقوا على حديث نحن معاشر الأنبياء لا نورث! 58
19 المسألة السادسة: قوله: كان المسلمون على مستوى الشورى الحقيقية 60
20 كيف تمت هذه الشورى..؟ 61
21 الفصل الثاني: كيف نفسر معنى الفلتة..؟ 66
22 علي (عليه السلام) يرفض الحكم بسيرة الشيخين 68
23 آية الإكمال تتناقض مع الشورى 70
24 المسألة السابعة: محاولته لصرف حديث المنزلة عن مكانه بالتأويل 72
25 آراء وأحاديث 73
26 مناقشة حديث المنزلة 78
27 حديث المنزلة والشبه بين منزلة الهارونين (عليهما السلام) 82
28 المسألة الثامنة: محاولته صرف حديث الغدير عن محله بالتأويل 88
29 حديث الغدير في مصادر أهل السنة 91
30 الفصل الثالث: كلمة موجهة لكل من أراد النيل من التاريخ وقلب أحداثه التاريخية الصحيحة 100
31 المسألة التاسعة: قوله: هل أن خلافة علي منصوصا عليها بصريح القران أو بصريح السنة..؟ 103
32 دلالة القرآن بتصريح الخلافة لعلي (عليه السلام) 103
33 دلالة الحديث النبوي بتصريح الخلافة لعلي (عليه السلام) 107
34 الفصل الرابع: سكوت الإمام عن حقه وعدم محاربة الخلفاء الثلاثة 110
35 المسألة العاشرة: قوله: علي أشجع الناس فلم ترك قتال المتقدمين عليه 118
36 المسألة الحادية عشرة: قوله: وقوع علي بن أبي طالب بين نارين 122
37 المسألة الثانية عشرة: قوله: لو أن الإمام عليا كرم الله وجهه اتخذ موقفا مستقلا في عهد من هذه العهود لتركنا كل خط دون خطه المعقود أي (عهد الخلفاء الثلاثة) 127
38 احتجاج الزهراء (عليه السلام) 133
39 المسألة الثالثة عشرة: قوله: فنحن نروي من آل بيت رسول الله ونروي عن صحابة رسول الله وليس أمامنا مقياس إلا العدالة وكل الصحابة عدول 138
40 المسألة الرابعة عشرة: قوله: روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدا 152
41 المسألة الخامسة عشرة: قوله: بأن حديث كتاب الله وسنتي رواه البخاري ومسلم 158
42 مناقشة واستدلال في حديث كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) 163
43 المسألة السادسة عشرة: قوله: لا سيما وتوجد عندهم التقية ربما إذا ألجئ أحدهم قال شئ نعم ما عاد تقدر تناقشه وإلا يظهر شئ ثاني 168
44 المسألة السابعة عشرة: قوله: الجريمة كل الجريمة هو أن نجد من ينزل بهذا المستوى الباسق - الباسق إلى الحضيض بأكاذيبه وإجرامه القولي 177
45 متى بدأ التشيع؟ 178
46 الأدلة على تكون التشيع أيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) 181
47 الموقف الأول 182
48 الموقف الثاني والثالث 183
49 قوله: وإنما هنالك دلائل تلمع هنا ودلائل تلمع هناك وجمعت هذه الدلائل وقورن بعضها ببعض وكانت الحصيلة لأبي بكر (أي في مسألة الخلافة) 183
50 دراسة في الآيات والأحاديث الدالة على خلافة علي (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الصحاح الستة والكتب المعتبرة عند أهل السنة والجماعة 186
51 الخاتمة 259