لماذا هذا الكتاب ليس هذا الكتاب كتابا مذهبيا أود من ورائه خلق فجوة مذهبية بين طائفتين مسلمتين أو تعميق تلك الفجوة ونحن في عصر أشد الحاجة إلى لم شعث المسلمين، وإلى الوحدة بين أبناء الأمة الإسلامية.
وما أحرانا وما أحوجنا إلى تحطيم تلك الحواجز التي ركزت بيننا بعد أن أعل الزمان عليها وشرب، ولا ريب في أن الدعوة الإسلامية إنما قامت على عقيدة التوحيد، وتوحيد العقيدة، وتوحيد الكلمة، وتوحيد الأنظمة والقواعد، وتوحيد المجتمع، وتوحيد الحكومة، وتوحيد المقاصد.
فعقيدة التوحيد هي المبنى الوحيد لجميع الفضائل، وهي الحجر الأساس للحرية واشتراك الجميع في الحقوق المدنية والإنسانية.
فلا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود وكل الناس أمام الحق والشرع سواء والناس كلهم من آدم، وآدم من تراب قال الله تعالى:
(إنما المؤمنون إخوة) وقال: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). و (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا) و (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) و " من أصبح ولا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم ". هكذا كان المسلمون في الماضي أمة واحدة، وهكذا كان المسلمون الذين أخلصوا دينهم لله، ولولا ما نجم فيهم من النفاق وحب الرياسة والحكومة، والمنافرات التي وضعت بينهم في الإمارة لما كان اليوم على الأرض أمة غير مسلمة.