مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٢١
استقراء الغيب من رسول الله؟ (ما لكم كيف تحكمون * أم لكم كتاب فيه تدرسون * إن لكم فيه لما تخيرون) [القلم / 36 - 38]!
أليس التنازع على رئاسة المسلمين هو منبع كل خلاف واختلاف؟ وهل يعقل أن يبين الرسول للناس كيف يتبولون، ويبين لهم كل شئ، ويتركهم على المحجة البيضاء ويفغل أهم شئ وهو رئاسة المسلمين من بعده؟ لو سلم شيعة الخلفاء بذلك، لأقروا وشهدوا على أنفسهم بأن الخلفاء قد أخطأوا حتما "، وفعلوا ما لا ينبغي لهم فعله وعقول شيعة الخلفاء تستبعد عن الخلفاء كل خطأ ونقيصة.
والبديل الآخر هو الاستمرار بالتستر واختلاق الأعذار ولو على حساب الدين والحقيقة الشرعية والعقلية، ولسان حالهم يقول: (لينهدم الإسلام على رؤوس معتنقيه وليبقى الخلفاء معصومين بحرز الله، وماذا يبقى من الدين إذا كان فعل الخلفاء خطأ. تلك أمانيهم! (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا " قليلا " فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) [البقرة / 79].
الشيعة يصدقون أهل بيت محمد وبقدرة قادر صار شيعة أهل بيت النبوة فئة مجرمة! لأنهم صدقوا أهل بيت محمد وآمنوا بوجود نص على من يخلف النبي بعد موته، ولأنهم آمنوا بأن أهل بيت النبوة هم الأولى بالنبي، ولأنهم أحبوا أهل بيت النبوة ووالوهم ولم يوالوا خليفة بطون قريش، ولأنهم فسروا مصطلح (الولي) بأنه يعني الإمام أو القائد، أو المرجع أو الخليفة من بعد النبي، ولأنهم الشيعة استوعبوا حجة أهل بين النبوة، ولم يستوعبوا حجة خليفة البطون.
لكل هذه الأسباب جن جنون خلفاء البطون وشيعتهم، واعتبروا هذا الموقف المناقض لموقفهم عملا " عدائيا " موجها " ضدهم، ومحاولة مكشوفة لتفريق كلمة المسلمين وإجماعهم الذي انعقد على خلفاء البطون، ونقضا " للأعراف والسوابق الدستورية التي اخترعها هؤلاء وشيعتهم، والتي استقرت بنفوذ الدولة، وشعر المسلمون أنها قدر لا مفر منه. لكل هذا عد شيعة أهل بيت النبوة فئة مجرمة
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257