ب - بيان النبي: من المهام الأساسية لرسول الله يبين للناس ما أنزل إليهم من ربهم وقد فعل، فبين الحكم للمسلمين قاطبة، وبينه لأهل بيت النبوة بخاصة.
ومن المسلم به أن الرسول كان يسكن في جانب من المسجد، ويسكن معه في منزله علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء والحسن والحسين عليهم السلام، وقد جرت العادة أن يتوضأ الرسول في بيته ويذهب إلى المسجد طاهرا " وجاهزا " للصلاة وكان أهل البيت يتوضؤون معه ويصلون معه لأنه كان يوقظهم لأداء الصلاة. فمعنى ذلك أن أهل البيت النبوة كانوا يشاهدون النبي وهو يتوضأ خمس مرات في اليوم الواحد أو مرة واحدة على الأقل يوميا " طوال حياتهم مع النبي وحتى انتقل إلى جوار ربه وهذه مدة كافية ليستوعب أناس في قمة الوعي الديني كعلي والحسن والحسين أحكام الوضوء! فأيهما أولى بالتصديق أهل بيت النبوة الذين سكنوا مع النبي طوال حياته وشاهدوه يوميا " وهو يتوضأ أم أي شخص آخر رأى الرسول مرة أو مرتين أو ثلاثة وهو يتوضأ؟ ما لكم كيف تحكمون؟ فإذا أضفنا إلى هذا أن أهل بيت النبوة هم أحد الثقلين وأن الهدى لا يدرك إلا بهما، والضلالة لا يمكن تجنبهما إلا بالتمسك بهما معا "، وأنهم قد مضوا على المسح على الرجلين لا غسلهما، لن يبقى أدني شك في أن الحكم الشرعي هو مسح الرجلين لا غسلهما، ومثل هذا يقال في الصلاة وغيرها من أحكام العبادات. والأحاديث التي وردت بغسل الرجلين أحاديث لا يمكن الركون إلى تخصيص ظاهر القرآن بها.
لماذا هزم بيان أهل بيت النبوة وانتصر بيان الخلفاء؟
في الوضوء، في هيئة الصلاة، في صلاة الجنازة، في الأذان في غيرها من الأحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات، وجد الخلفاء أنفسهم أمام أهل بيت النبوة كمرجع يقيني لكافة الأحكام الشرعية، فإذا سلم خلفاء البطون بكل ما يقوله هؤلاء فإنهم يقرون ضمنا " بمرجعيتهم، عندئذ يشهدون على أنفسهم ضمنا " بأنهم قد غصبوهم حقهم، ويثبتون أنهم مراجع مثلهم وزيادة. وليرغموا أنوف أئمة أهل بيت النبوة وشيعتهم اخترعوا أو إن شئت فقل اجتهدوا، أحكاما " من عندهم وقدروا أن الرسول لو كان حيا " لأقرها، وبعد أن أوجدوا هذه الاجتهادات فرضوها بسلطة