وهاهو جابر بن عبد الله الأنصاري يقول صراحة: كما نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر حتى نهى عنه عمر في شأن عمرو بن حريث (1).
ومما يدلنا على أن بعض الصحابة كانوا على رأي عمر وهذا ليس غريب إذ تقدم في بحثنا خلال رزية يوم الخميس أن بعض الصحابة كانوا على رأي عمر في قوله بأن رسول الله يهجر وحسبنا كتاب الله! وإذا ساندوه في مثل ذلك الموقف الخطير بما فيه من طعن على الرسول فكيف لا يوافقوه في بعض اجتهاداته، فلنستمع إلى قول أحدهم: كنت عند جابر بن عبد الله فأتاه آت فقال: ابن عباس وابن الزبير اختلفا في المتعتين، فقال جابر: فعلناهما مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم نهانا عنهما عمر فلم نعد لهما (2).
ولذلك أعتقد شخصيا بأن بعض الصحابة نسب النهي عن المتعة وتحريمها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتبرير موقف عمر بن الخطاب وتصويب رأيه.
وإلا فما يكون لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحرم ما أحل القرآن لأنا لا نجد حكما واحدا في كل الأحكام الإسلامية أحله الله سبحانه وحرمه رسوله، ولا قائل بذلك إلا معاندا ومتعصبا، ولو سلمنا جدلا بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عنها فما كان للإمام علي وهو أقرب الناس للنبي وأعلمهم بالأحكام أن يقول:
" إن المتعة رحمة رحم الله بها عباده. ولولا نهي عمر ما زنا إلا شقي " (3).
على أن عمر بن الخطاب نفسه لم ينسب التحريم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل قال قولته المشهورة بكل صراحة: